وقد جاء في روايات منها عند البيهقي في (دلائل النبوة) (2 / 438): (عن عبد الله بن المغيرة بن معيقيب قال: بعث رسول الله ص مصعب بن عمير....
إلى المدينة يفقه أهلها ويقرئهم القرآن....).
ثم إن أصول ما كان يدعو إليه ص كان قد انتشر بواسطة حديث أهل مكة في تجاراتهم وفي لقاء اتهم وفي اتصال العرب بهم ورواحهم وقدومهم وترددهم لحاجاتهم إلى مكة إلى غير ذلك مما أدى إلى انتشار ومعرفة أصول الدين الذي كان يدعو إليه ص ومبادئه.
وإذا وصلنا إلى مثل هذا المقام وانتسفت أدلة من يجعل خبر الواحد دليلا في أصول الاعتقاد ويزعم أنه يفيد العلم فلا بد أن نذكر أدلتنا في ذلك فنقول وبالله تعالى التوفيق.
نص النبي ص على أن حديث الآحاد لا يفيد العلم:
1 - ثبت في صحيح البخاري (فتح 1 / 566) ومسلم (1 / 403 برقم 573) أن ذا اليدين قال لرسول الله ص لما صلى الظهر أو العصر ركعتين:
(يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟! فقال له: لم أنس ولم تقصر ثم قال للناس: أكما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: نعم. فتقدم فصلى ما ترك ثم سلم....) ا ه.
قلت: لما قال ذو اليدين لرسول الله ص (أنسيت أم قصرت الصلاة) أفاد ذلك عند رسول الله ص الظن لاحتمال الوهم والخطأ على ذي اليدين مع كونه راويا عدلا ضابطا ثقة وهو صحابي، فسأل رسول الله ص الناس وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فلما صدقوا خبر ذي اليدين وهم عدد التواتر تحقق عند رسول الله ص الخبر وأفاد العلم.
فاستفدنا من ذلك أن خبر الواحد وهو ذو اليدين لم يفد عند رسول الله ص