[القضية السابعة التطير أو الطيرة:
التطير هو التشاؤم من الشئ، قال تعالى (قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم) وقال تعالى عن ثمود لما قالوا لسيدنا صالح عليه السلام (قالوا اطيرنا بك وبمن معك، قال طائركم عند الله، بل أنتم قوم تفتنون) النمل: 47.
وقال سبحانه عن بني إسرائيل: (فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه، وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه، ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون) الأعراف: 131.
بين الله سبحانه وتعالى أن التشاؤم من عادات المشركين الذين كانوا يتشاءمون من أنبياء الله تعالى ورسله وعباده الصالحين الذين يدعونهم للإيمان والهداية ولما فيه مصلحتهم وطاعة خالقهم فيأبون ويقولون إنا تشاءمنا منكم، فرد الله سبحانه وتعالى عليهم بقوله (ألا إنما طائرهم عند الله) أي الضر الذي أصابكم ليس من عند من تتشاءمون بهم من الأنبياء والصالحين وإنما هو من الله لأنه سبحانه وتعالى هو الضار والنافع وهو الذي يأتيكم بالعذاب حيث اتهمتم الرسل والصالحين من عباده بأنهم مشؤومون.
وأصل الطيرة أن العرب كانوا في جاهليتهم إذا أراد الرجل منهم أن يفعل شيئا ذهب إلى مكامن الطير وطيرها من أماكنها فإذا طارت لجهة اليمين فعل ذلك الأمر الذي عزم عليه وإن طارت فذهبت إلى جهة الشمال لم يفعل.
وفي صحيح مسلم (4 / 1746) عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا عدوي ولا طيرة وأحب الفال الصالح ".
وعن سيدنا ابن عباس رضوان الله تعالى عليهما أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كان يتفاءل ولا يتطير، وكان يحب الاسم الحسن " (426).