فصل الإيمان بالله عز وجل قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
(إن الله واحد لا شريك له، ولا إله غيره).
الشرح:
إعلم يرحمك الله تعالى أن الإيمان بالله تعالى هو أساس علم التوحيد، وهو يشمل الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى، والإيمان بصفاته، ومعرفة ما يجوز في حقه وما يجب وما يستحيل، كقولنا مثلا يجب في حق الباري سبحانه وتعالى القدم، ويجوز في حقه خلق هذا العالم بما فيه، ويستحيل في حقه الزوجة والولد والشريك.
فلا بد لنا إذن إذا أردنا أن نتكلم في هذا المبحث المهم أن نتكلم أولا على النقطة الأولى في موضوع الإيمان بالله تعالى وهي الإيمان بوجوده ونجلب لذلك دليلا عقليا حتى نبرهن عليه، ونستطيع بذلك إثبات وجوده سبحانه للملحد والكافر الذي لا يؤمن بالله العظيم، ثم نذكر صفاته سبحانه المجمع عليها وهي القدم والبقاء والمخالفة للحوادث في الذات وفي الصفات والأفعال والقيام بالنفس والوحدانية والقدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام وغيرها.
فنقول وبالله تعالى التوفيق:
وجوب النظر والتفكر وهما من أسباب الإيمان وزيادته لقد أمر الله تعالى بالنظر والتفكر في هذا الكون وهذه المخلوقات على اختلاف أجناسها وأصنافها وأفرادها في آيات كثيرة في القرآن الكريم، من ذلك قوله تعالى * (فلينظر الإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب * إنه على رجعه لقادر) * الطارق: 8، وسنورد دليلا عقليا على وجوده