صحيح شرح العقيدة الطحاوية - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٦٢٩
فصل في بيان بطلان حديث الافتراق وأما حديث الافتراق فهو حديث باطل لضعف إسناده ولبطلان معناه ومخالفة ظاهره للقرآن الكريم، وأسانيده من جميع طرقه ضعيفة لا تخلوا من مقال!!
وإليكم بعض ذلك:
الحديث: " افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " رواه الإمام أحمد في المسند (2 / 332) وأبو داود في السنن في (4 / 198) وغيرهما.
وفي إسناده من حديث أبي هريرة محمد بن عمرو بن علقمة وهو ضعيف كما بينته في " التناقضات الواضحات " (2 / 240)، وفي إسناده من حديث معاوية:
أزهر بن عبد الله الهوزني: وهو غير ثقة، قال ابن الجارود كان يسب عليا رضوان الله عليه (370)، كما في ترجمته في " التهذيب " (1 / 179) وقال أزهر هذا: " كنت في الخيل الذين سبوا أنس بن مالك فأتينا به الحجاج " قلت: فلعنة الله عليه آمين.
والحديث مسلسل بالنواصب.
وأما إسناد الحديث عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه فله سبعة طرق تقريبا لا تخلو طريق منها من كذاب أو وضاع أو ضعيف أو مجهول (371)!!

(370) وهنا ينبغي أن يطبق النواصب ما قاله أبو زرعة الرازي: " إذا رأيت رجلا ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق "!! وما بالنا نراهم يطبقون هذه القاعدة التي لا دليل عليها على ما انتقص بني أمية وأتباعهم وأذنابهم ولا يطبقونها على من انتقص سيدنا عليا رضي الله عنه أو بعض أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المصطفين الأخيار؟!!
(371) وقد اعترف بذلك متناقض عصرنا في " صحيحته " (1 / 359 - 361) ومع ذلك صححه وزعم أن ذوي الأهواء حاولوا تضعيفه والحكم عليه أو على بعض ألفاظه بالبطلان!!
مع أن حكم ذوي الأهواء هو الصواب لا ما ذهب إليه ذاك المتناقض!!
(٦٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 624 625 626 627 628 629 630 631 632 633 634 ... » »»
الفهرست