فصل ولا بد لنا أولا قبل أن نناقش الفكرة الثانية وهي فكرة أن الصراط جسر فوق جهنم وقبل أن نعرض هذه الفكرة على القرآن الكريم ينبغي أن نذكر أشياء نحتاج إليها هنا قبل مناقشة هذه الأفكار لأنها من القواعد المتفق عليها ولا بد من استحضارها حال المناقشة والرجوع والتحاكم إليها وهي:
الأمر الأول:
أن معنى الصراط في لغة العرب التي نزل القرآن بها هو: الطريق الواسع السهل، قال الإمام الراغب في المفردات ص (230): ا السراط الطريق المستسهل " وقال أيضا: " الصراط الطريق المستقيم "، وفي القاموس مع شرحه للزبيدي (5 / 152) في مادة (سرط): " والسراط بالكسر السبيل الواضح، وبه فسر قوله تعالى: إهدنا السراط المستقيم، أي: ثبتنا على المنهاج الواضح كما قاله الأزهري ".
وفي مادة (سرط) منه ص (174) قال: " (الصراط بالكسر الطريق) قال الله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم ".
ثم ذكر معناه عند أهل السنة وهذا لا يعنينا هنا إنما يعنينا معناه عند العرب حسب لغتهم (322).