مسألة الكسب قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
(وأفعال العباد هي بخلق الله، وكسب من العباد).
الشرح:
مسألة الكسب وردت في القرآن الكريم بلفظ الكسب (بعينه) في آيات كثيرة، قال تعالى * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) * البقرة: 286. وقال تعالى: * (كل امرئ بما كسب رهين) * الطور: 21. وقال تعالى:
* (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) * البقرة: 281. وقال تعالى: * (ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) * البقرة: 225.
وقد جاء في القرآن إضافة الكسب للأعمال الصالحة والسيئة، فذكر سبحانه الكسب للحسنات والطيبات فقال: * (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) * الأنعام: 158، كما ذكر سبحانه الكسب مضافا للسيئات والكفران فقال * (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة) * يونس:
27. وقال تعالى * (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * البقرة: 82.
وبالجملة فقد ذكر الكسب في القرآن الكريم في نحو ستة وستين موضعا وهذا مما يؤكد ويقرر أن الكسب هو المذهب الصحيح في أن أعمال الخلق مع كونها مخلوقة لله تعالى فهي كسب للعباد باختيارهم المحض وحريتهم الكاملة بلا جبر ولا قهر ولذلك يحاسبهم الله تعالى عليها فيثيبهم ويعاقبهم.
ولا يستطيع العقل المخلوق سواء كان من الملائكة أو من الجن أو الإنس وعلى رأسهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام أن يدركوا كيف أن عمل المخلوق