فصل في بيان معنى علم الكلام وحكم تعلمه وتعليمه يروج المجسمة والمشبهة أن علم الكلام علم مذموم وأن السلف حكموا على من يشتغل به بالبدعة والزندقة وغير ذلك من عبارات الذم، والحق ليس كذلك، والهدف من هذا الترويج أمران أو ثلاثة:
أما الأول: فليحكموا على من لا يوافقهم في آرائهم بالبدعة والزندقة دون أن يستطيع أحد أن يعارضهم ويتسنى لهم ساعتئذ الخوض فيما يريدون من مسائل فلسفية كلامية.
والثاني: ليدخلوا في قلوب العامة وأشباههم من حملة الشهادات الخوف من الخوض في تعلم هذا العلم وتعليمه حسب الأصول من قواعده ومبادئه المعروفة التي أسسها العلماء الجهابذة استنباطا من نصوص الكتاب والسنة.
والثالث: رمي العلماء الذين يخالفونهم في آرائهم الفاسدة والأئمة الكبار بالجهمية احتجاجا بكلام بعض أئمة السلف الذين تنقل عنهم عبارات في ذم الكلام حيث يضعونها في غير موضعها.
إيضاح مسألة ذم بعض علماء السلف لعلم الكلام وبيان أنه محمود لما ظهرت المبتدعة في أواخر القرن الثاني والقرن الثالث ونشأت فرق مختلفة من طوائف المبتدعة وأظهروا أقوالا شاذة رديئة وخصوصا في العقائد كقول داود