قلت: ومنه اشتقاق المندل الذي يستعمله أهل الدعوة، ولهم في فتحه طرق شتى، ذكرها شيخ مشايخنا الشيخ محمد الكشناوي في بهجة الآفاق.
والنيدلان، بكسر النون والدال، وتضم الدال نقلهما ابن الأعرابي، والنيدل، بكسر النون وفتحها كدرهم وصيقل وتثليث الدال أي مع كسر النون وفتحها، وبفتح النون وضم الدال والنئدلان، مهموزة قال ابن جني: همزته زائدة، حدثني بذلك أبو علي، بكسر النون والدال وتضم الدال أيضا، والنئدل مهموزة بكسر النون وفتحها وضم الدال وهذه عن ابن بري، قال: والهمزة زائدة وهي ثالث زئبر وضئبل، كما تقدمت الإشارة إليه في الضاد مع اللام: الكابوس، عن الفارسي، أو شيء مثله، فهي ثلاث عشرة لغة، ولم يذكر النيدلان بفتح النون والدال، وبضم الدال أيضا، وقد اقتصر عليهما الجوهري فصار الجميع خمس عشرة، وأنشد ثعلب:
نفرجة القلب قليل النيل * يلقى عليه النيدلان بالليل (1) والمنديل، بالكسر على تقدير مفعيل والفتح وهو نادر، واستعمال العامة فيه أكثر، المندل، كمنبر: اسم الذي يتمسح به، قيل: من الندل الذي هو الوسخ، وقيل: من الندل الذي هو التنادل (2)، والجمع المناديل. وقد تندل به وتمندل: أي تمسح من أثر الوضوء والطهور، وكذلك تمدل بغير النون، وقد ذكر في موضعه.
قال الجوهري: وأنكر الكسائي تمندلت بالمنديل، نقله عن أبي عبيد.
قلت: وأجازه ابن الأعرابي.
ونودل الشيخ: اضطرب كبرا فهو منودل.
وفي نوادر أبي زيد: يقال: نودلت خصيتاه: إذا استرختا، يقال: جاء منودلا خصياه.
قال الراجز:
كأن خصييه إذا ما نودلا * أثفيتان تحملان مرجلا (3) وقال الأصمعي: مشى الرجل منودلا: إذا مشى مسترخيا، وأنشد:
* منودل الخصيين رخو المشرج (4) * والنودل: الثدي وهما نودلان.
ونودل: اسم رجل (5)، أنشد يعقوب في الألفاظ:
فازت حليلة نودل بمكدن * رخص العظام مثدن عبل الشوى (6) وقال ابن بري: ويقال رجل نودل، وأنشد هذا البيت، ونصه:
* فازت حليلة نودل بهبنقع * رخو العظام إلخ...
والنيدل، كزبرج: الأمر الجسيم، نقله الصاغاني.
واندال بطنه: إذا سال، موضعه " د و ل " وذكره هنا وهم للجوهري وقد نبه على ذلك ابن بري في حاشيته، فقال: اندال، وزنه انفعل، فنونه زائدة، وليست أصلية، فحقه أن يذكر في فصل " د و ل ".
* ومما يستدرك عليه:
انثدل المال: احتمله.
والمندل، كمنبر: الرجل يخرج الدلو من البئر، وقد ندلها منها.
والندول، كصبور، الامرأة الوسخة، ويوصف به الرجل أيضا، وكذلك الضبع واللبؤة والكلبة. وأيضا: اسم موضع، وبكل ذلك فسر قول الشاعر، أنشده أبو زيد:
بتنا وبات سقيط الطل يضربنا * عند الندول قرانا نبح ديراس (7) ويقال للسقاء إذا تمخض: هو يهوذل وينودل، الأولى بالذال، والثانية بالدال.