وضاءل شخصه: صغره، وحقره، كيلا يستبين، قال زهير:
فبينا نذود الوحش جاء غلامنا * يدب ويخفي شخصه ويضائله (1) وتضاءل الرجل: أخفى شخصه قاعدا، وتصاغر، ومنه الحديث: إن العرش على منكب إسرافيل، وإنه ليتضاءل من خشية الله حتى يصير مثل الوصع، يريد: يتصاغر، ويدق تواضعا.
ويقال: هو عليه ضؤلان بالضم: أي كل.
والضؤلة، بالضم، كذا في النسخ، والصواب: كتؤدة: الضعيف، النحيف الحقير.
والضئيلة، كسفينة: اللهاة عن ثعلب.
وأيضا: الحية الدقيقة، كما في الصحاح، وفي المحكم: حية كأنها أفعى، قال النابغة الذبياني:
فبت كأني ساورتني ضئيلة * من الرقش في أنيابها السم ناقع (2) * ومما يستدرك عليه:
قال أبو زيد: ضؤل الرجل، ككرم، ضآلة: صغر، وفال رأيه، وهو مجاز.
ورجل متضائل: شخت، وقالت زينب ترثي أخاها يزيد بن الطثرية:
فتى قد قد السيف لا متضائل * ولا رهل لباته وبآدله (3) نقله الجوهري.
ونسج متضائل: رقيق، قال مالك ابن نويرة:
نعد الجياد الحو والكمت كالقنا * وكل دلاص نسجها متضائل (4) وتضاءل الشيء: إذا تقبض، وانضم بعضه إلى بعض.
واستعمل أبو حنيفة التضاؤل للبقل، فقال: إن الكرنب إذا كان إلى جنب (5) النخلة تضاءل منها، وذل، وساءت حاله.
وحسبه عليه ضؤلان، إذا عيب به.
والضؤولة، بالضم: الهزال، والمذلة.
[ضأبل]: الضئبل، كزئبر: وقد تضم باؤهما، ونص الجوهري: وربما ضم الباء فيهما: الداهية، وأنشد الجوهري للكميت:
ولم تتكأدهم المعضلات * ولا مصمئلتها الضئبل (6) قال ثعلب: وليس في الكلام فعلل غيرهما (7)، أي بكسر الفاء وضم اللام، فإن كان هذا والزئبر مسموعين بضم الباء فهما من النوادر.
وقال ابن كيسان: هذا إذا جاء على هذا المثال شهد للهمزة بأنها زائدة، وإذا وقعت حروف الزيادة في الكلمة جاز أن تخرج عن بناء الأصول، فلهذا ما جاءت هكذا، كما في الصحاح، والعباب. وقال الأزهري في الثلاثي الصحيح قال: أهمله الليث، قال: وفيه حرف زائد، ذكره أبو عبيد عن الأصمعي: جاء فلان بالضئبل والنئطل، وهما الداهية، قال الكميت:
ألا يفزع الأقوام مما أظلهم * ولما تجئهم ذات ودقين ضئبل؟
قال: وإن كانت الهمزة أصلية فالكلمة رباعية.
وقال ابن سيده: الضئبل، بالكسر والهمز، مثل الزئبر، والضئبل: الداهية، حكى الأخيرة ابن جني، والأكثر ما بدأنا به، بالكسر، قال زياد الملقطي:
تلمس أن تهدي لجارك ضئبلا * وتلقى لئيما للوعاءين صاملا (8)