وأنكحتم رهوا كأن عجانها * مشق إهاب أوسع السلخ ناجله (1) يعني بالرهو هنا خليدة بنت الزبرقان، ولها حديث مذكور في موضعه، وقال اللحياني:
المرجول والمنجول: الذي يسلخ من رجليه إلى رأسه.
وقال أبو السميدع: المنجول: الذي يشق من رجله إلى مذبحه، والمرجول: الذي يشق من رجله ثم يقلب إهابه.
ونجل فلانا ينجله نجلا: ضربه بمقدم رجله فتدحرج. نجلت الأرض: اخضرت.
ويقال: من نجل الناس نجلوه، أي من شارهم شاروه، وقد ورد هذا بعينه في الحديث وفسروه بقولهم: من عاب الناس عابوه، ومن سبهم سبوه وقطع أعراضهم بالشتم كما يقطع المنجل الحشيش، وقد صحف هذا الحرف فقيل: نحل فلان فلانا: إذا سابه كما سيأتي في التركيب الذي يليه.
ونجل الشيء ينجله نجلا: أظهره، قيل: ومنه اشتقاق الإنجيل.
والناجل: الكريم النجل، أي النسل، يقال: فحل ناجل، وفرس ناجل.
المنجل، كمنبر: حديدة ذات أسنان يقضب بها الزرع.
وقيل: هو ما يقضب به العود من الشجر فينجل به؛ أي يرمى به.
قال سيبويه: وهذا الضرب مما يعتمل به مكسور الأول كانت فيه الهاء أو لم تكن، واستعاره بعض الشعراء لأسنان الإبل، فقال:
إذا لم يكن إلا القتاد تنزعت * مناجلها أصل القتاد المكالب (2) وفي الحديث: " من أشراط الساعة أن تتخذ السيوف مناجل "، أي يتركون الجهاد ويشتغلون بالزراعة.
والمنجل: الواسع الجرح والطعن من الأسنة، يقال: سنان منجل: إذا كان موسع خرق الطعنة، قال أبو النجم:
* سنانها مثل القدامى منجل (3) * وقال ابن الأعرابي: المنجل: الزرع الملتف المزدج.
وأيضا الرجل الكثير النجل، أي الولد.
وأيضا: البعير الذي ينجل الكمأة بخفه: أي يثيرها، وقد نجلها نجلا.
وأيضا: شيء تمحى به ألواح الصبيان هكذا في سائر النسخ، والذي في المحكم والعباب: المنجل: الذي يمحو ألواح الصبيان، فتأمل ذلك.
ومنجل، كمقعد: جبل، وضبطه نصر بكسر الميم، وقال هو اسم واد، قال الشنفرى:
ويوما بذات الرس أو بطن منجل * هنالك نبغي القاصي المتغورا (4) والإنجيل بالكسر كإكليل وإخريط، ويفتح وبه قرأ الحسن قوله تعالى: (وليحكم أهل الإنجيل) (5)، وليس هذا المثال في كلام العرب.
قال الزجاج: ولقائل أن يقول: هو اسم أعجمي فلا ينكر أن يقع بفتح الهمزة لأن كثيرا من الأمثلة العجمية تخالف الأمثلة العربية، نحو آجر وإبراهيم وهابيل وقابيل، يذكر ويؤنث فمن أنث أراد الصحيفة، ومن ذكر أراد الكتاب، وهو: اسم كتاب الله المنزل على عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، والجمع أناجيل، ومنه الحديث في صفة الصحابة: " صدورهم أناجيلهم "، وفي رواية: " وأناجيلهم في صدورهم ". واختلف في لفظ الإنجيل فقيل: اسم عبراني، وقيل: سرياني، وقيل: عربي، وعلى الأخير قيل: مشتق من النجل، وهو الأصل،