بالضعف الأضعاف، قال: وأولى الأشياء (1) فيه أن يجعل عشرة أمثاله؛ لقوله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) (2) الآية. فأقل الضعف محصور، وهو المثل، وأكثره غير محصور، قال الزجاج: والعرب تتكلم بالضعف مثنى، فيقولون: إن أعطيتني درهما فلك ضعفاه؛ يريدون مثليه، قال: وإفراده لا بأس به، إلا أن التثنية أحسن.
وفي قوله تعالى: (فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا) (3) قال: أراد المضاعفة، فألزم الضعف التوحيد؛ لأن المصادر ليس سبيلها التثنية والجمع.
وقول الله تعالى: (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) (4) وقرأ أبو عمرو: يضعف قال أبو عبيد: أي يجعل العذاب ثلاثة أعذبة وقال: كان عليها أن تعذب مرة، فإذا ضوعف ضعفين صار الواحد ثلاثة، قال: ومجاز يضاعف، أي: يجعل إلى الشيء شيئان، حتى يصير ثلاثة والجمع أضعاف، لا يكسر على غير ذلك.
ومن المجاز: أضعاف الكتاب، أي: أثناء سطوره وحواشيه ومنه قولهم: وقع فلان في أضعاف كتابه، يراد به توقيعه فيها. نقله الجوهري والزمخشري.
ويقال: الأضعاف من الجسد: أعضاؤه، أو عظامه وهذا قول أبي عمرو وقال غيره: الأضعاف: العظام فوقها لحم، ومنه قول رؤبة:
* والله بين القلب والأضعاف (5) * الواحدة ضعف، بالكسر.
وضعفهم، كمنع يضعفهم: كثرهم، فصار له ولأصحابه الضعف عليهم قاله الليث.
وقال ابن عباد: الضعف محركة: الثياب المضعفة كالنفض.
والضعيف كأمير: الأعمى لغة حميرية، قيل: ومنه قوله تعالى: (وإنا لنراك فينا ضعيفا) (6): أي ضريرا، نقله الصاغاني في العباب، وقد رده الشهاب في العناية، فانظره.
وأضعفه المرض: جعله ضعيفا نقله الجوهري وهو مضعوف على غير قياس، قال أبو عمرو: والقياس مضعف قال لبيد - رضي الله عنه -:
وعالين مضعوفا وفردا سموطه * جمان ومرجان يشك المفاصلا قال ابن سيده: وإنما هو عندي على طرح الزائد، كأنهم جاءوا به على ضعف.
وأضعف الشيء: جعله ضعفين، كضعفه تضعيفا، قال الخليل: التضعيف: أن يزاد على أصل الشيء، فيجعل مثلين أو أكثر.
وضاعفه مضاعفة: أي أضعفه من الضعف، قال الله تعالى: (فيضاعفه له أضعافا كثيرة) (7) وفي اللسان: يقال: ضعف الشيء: إذا زاد، وأضعفته وضعفته وضاعفته بمعنى واحد (8)، وهو: جعل الشيء مثليه أو أكثر، ومثله امرأة مناعمة ومنعمة، وصاعر المتكبر خده وصعره، وعاقدت وعقدت.
ويقال: ضعفه الله تضعيفا: أي جعله ضعفا، وقوله تعالى: (فأولئك هم المضعفون) (9) أي: يضاعف لهم الثواب، قال الأزهري: معناه الداخلون في التضعيف، أي: يثابون الضعف المذكور في آية: (فأولئك لهم جزاء الضعف) (10).
وأضعف فلان: ضعفت دابته يقال: هو ضعيف مضعف، فالضعيف في بدنه، والمضعف في دابته، كما يقال: قوي مقو (11)، كما في الصحاح ومنه الحديث أنه قال