وأنشد الصاغاني، له أيضا:
وهل يرجع التسليم ربع كأنه * بسائفة قفر ظهور الأراقم قال ابن الأنباري: السائفة من اللحم بمنزلة الحذية.
والأسواف، كأنه جمع سوف، بمعنى الشم أو الصبر، قال ياقوت: ويجوز أن يجعل جمع سوف - الحرف الذي يدخل على الأفعال المضارعة - اسما، ثم جمعه، وكل ذلك سائغ: ع بعينه بالمدينة، على ساكنها أفضل السلام، بناحية البقيع، وهو موضع صدقة زيد ابن ثابت الأنصاري، وهو من حرم المدينة، وقد تقدم ذكره في " ن ه س ".
السواف، كسحاب: القثاء، رواه أبو حنيفة عن الطوسي، هكذا هو بالقاف والثاء المثلثة في بعض الأصول، وهو الصحيح، وفي بعضها: الفناء، بالفاء المفتوحة والنون (1)، لمناسبة ما بعده، هو قوله: والموتان في الإبل، يقال: وقع في المال سواف، أي: موت كما في الصحاح، أو هو بالضم، كما رواه الأصمعي، أو في الناس والمال، وبالضم: مرض الإبل، ويفتح، قال ابن الأثير: وهو خارج عن قياس نظائره ، وفي الصحاح: قال ابن السكيت: سمعت هشاما المكفوف، يقول: إن الأصمعي، يقول: السواف، بالضم، ويقول: الأدواء كلها تجيء بالضم، نحو النحاز، والدكاع، والقلاب، والخمال، فقال أبو عمرو: لا، هو السواف، بالفتح، وكذلك قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، قال ابن بري: لم يروه بالفتح غير أبي عمرو، وليس بشيء.
ويقال: ساف المال، يسوف، ويساف، سوفا: هلك، واقتصر الجوهري على يسوف، وأنشد ابن بري لأبي الأسود العجلي:
لجذتهم حتى إذا ساف مالهم * أتيتهم في قابل تتجدف (2) ساف المال: وقع فيه السواف، أي الموتان.
والساف: كل عرق من الحائط، كما في العباب، والصحاح، في اللسان: الساف في البناء: كل صف من اللبن؛ يقال: ساف من البناء (3)، وسافان، وثلاثة آسف، وقال الليث: الساف: ما بين سافات البناء، ألفه واو في الأصل، وقال غيره: كل سطر من اللبن والطين (4) في الجدار ساف، ومدماك.
قال ابن عباد: الساف من الريح: سفاها، الواحدة سافة، هكذا هو نص المحيط، وفيه مخالفة لقاعدته.
والسافة، والسائفة، والسوفة، اقتصر الجوهري على أولاهن: الأرض بين الرمل والجلد.
وقال أبو زياد: السائفة: جانب من الرمل ألين ما يكون منه، والجمع: سوائف، قال ذو الرمة:
وتبسم عن ألمى اللثات كأنه * ذرى أقحوان من أقاحي السوائف وقال جابر بن جبلة: السائفة: الحبل من الرمل.
وسافها: دنا منها، وفي العباب بعد قوله: وكذلك السوفة: كأنها سافتهما، أي: دنت منهما، وهكذا هو نص المحيط.
والمساف: الأنف، لأنه يساف به، كذا في المحيط، أي: يشم.
قال: والمسوف: الهائج من الجمال، يعني المشموم، وإذا جرب البعير، وطلي بالقطران شمته الإبل، ويروي بالشين المعجمة، كما سيأتي.
قال الصاغاني: وأما الشيفة ككيسة، للطليعة، كذا في نسخ العباب، وفي التكملة: الطبيعة، هكذا، وصحح عليه، فبالمعجمة، كما سيأتي، وفيه رد على صاحب المحيط، حيث أورده المهملة.
وسوف أفعل، ويقال: سف أفعل، وسو أفعل، لغتان في: سوف أفعل، وقال ابن جني: حذفوا تارة الواو، وأخرى الفاء، فيه لغة أخرى، وهي: سي أفعل، هكذا هو في النسخ، وفي اللسان: سايكون، فحذفوا اللام، وأبدلوا العين طلبا للخفة: حرف معناه الاستئناف، أو كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد، كما نقله الجوهري عن سيبويه،