تاج العروس - الزبيدي - ج ١٢ - الصفحة ٢٨١
نحن بغرس الودي أعلمنا * منا بركض الجياد في السلف قاله الأزهري، وقد تقدم في " س د ف ".
قال أبو زيد: يقال جاءوا سلفة سلفة: إذا جاء بعضهم في أثر (1) بعض، ومنه قراءة من قرأ: " فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين " (2)، أي: عصبة قد مضت، قاله الزجاج، وقيل: معناه: أي قطعة من الناس، مثل أمة.
السلف، كصرد: بطن من ذي الكلاع، من حمير، وهو السلف بن يقطن، والذي في أنساب أبي عبيد - لما سرد قبائل ذي الكلاع، فقال -: وسلفة هكذا، فكأن السلف جمعه، فتأمل، منهم: رافع بن عقيب السلفي، وقيس بن الحجاج السلفي، وخالد بن معد يكرب، وأخوه خولي، هكذا في النسخ (3)، والصواب: خلي، لا خالد، كما في التبصير (4) للحافظ، وآخرون نسبوا إلى هذا البطن.
والسلف: ولد الحجل: ج سلفان، كصردان، كذا في الصحاح، ويضم، كما في اللسان، قال الجوهري: قال أبو عمرو: ولم نسمع سلفة للأنثى، ولو قيل: سلفة، كما قيل: سلكة، لواحدة السلكان، لكان جيدا، قال القشيري:
أعالج سلفانا صغارا تخالهم * إذا درجوا بجر الحواصل حمرا وقال آخر:
* خطفنه خطف القطامي السلف * وسلافة، كثمامة: اسم امرأة من بني سهم.
والسلافة: الخمر، كالسلاف بغير هاء، وهو أول ما يعصر منها، وقيل: ما سال من غير عصر، وقيل: هو أول ما ينزل منها، وفي التهذيب، السلاف والسلافة من الخمر (5): أخلصها وأفضلها، وذلك إذا تحلب من العنب بلا عصر ولا مرث، وكذلك من التمر والزبيب، ما لم يعد عليه الماء بعد تحلب أوله، قال امرؤ القيس:
كأن مكاكي الجواء غدية * صبحن سلافا من رحيق مفلفل وأجمع مما ذكر قول الراغب في مفرداته: السلافة: ما تقدم العصر.
وسلاف العسكر: مقدمتهم. هكذا في سائر النسخ، وهو يقتضي أن يكون كغراب، والصواب أنه كرمان في سالف (6) المتقدم، وهكذا ضبط في سائر الأصول.
وسولاف، بالضم: ة بخوزستان، وهي غربي دجيل، منها، كانت بها وقعة بين الأزارقة وأهل البصرة، كما في العباب، وفي اللسان: بين المهلب والأزارقة، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
تبيت وأرض السوس بيني وبينها * وسولاف رستاق حمته الأزارقه ومن شواهد العروض:
* لما التقو بسولاف * وقال رجل من الخوارج:
فإن تك قتلى يوم سلى تتابعت * فكم غادرت أسيافنا من قماقم غداة تكر المشرفية فيهم * بسولاف يوم المأزق المتلاحم (7) والسلوف، كصبور: الناقة التي تكون في أوائل الإبل إذا وردت الماء نقله الجوهري، وقد سلفت، سلوفا، قال الأزهري: السلوف ما طال من نصال السهام وأنشد:
* شك كلاها بسلوف سندري * والسلوف: السريع من الخيل. ج: سلف (8)، بالضم،

(1) ضبطت في التهذيب واللسان، بالقلم، بكسر فسكون.
(2) سورة الزخرف الآية 56 والقراءة " سلفا ".
(3) كذا بالأصل وقوله " خولي " من كلام الشارح وليس من متن القاموس.
(4) الذي في التبصير 2 / 738 " خولى " وفي اللباب: " خلي بن معبد ".
(5) في التهذيب: " والسلافة من الخمر... " ولم ترد فيه لفظة " والسلاف ".
(6) بهامش المطبوعة المصرية: " قوله: في سالف المتقدم، كذا في النسخ، ولعله: جمع سالف للمتقدم " ومثله في اللسان.
(7) من أبيات لعبيدة بن هلال كما في الروض المعطار، وانظر شعر الخوارج ص 106 وابن الأعثم الكوفي بدون نسبة. وفي المصادر " نكر " بدل " تكر " وانظر تخريجهما في شعر الخوارج ومختلف الروايات فيه.
(8) ضبطت في القاموس " سلف " بضمة فسكون، والمثبت ما يقتضيه تنظير الشارح للفظة.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست