* أو يكن البحر لها حليفا * ج أخسفة، وخسف، الأخير بضمتين عن أبي عمرو، وشاهده قول أبي نواس يرثي خلفا الأحمر: * من لا يعد العلم إلا ما عرف * * قليذم من العياليم الخسف * وخسف الله بفلان الأرض، خسفا: غيبه فيها، ومنه قوله تعالى: (فخسفنا به وبداره، الأرض) (1) وقرأ حفص، ويعقوب، وسهل قوله تعالى: (لخسف بنا) (2)، كضرب، والباقون: " لخسف بنا "، على بناء المجهول.
ومن المجاز: الخسف: النقيصة، يقال: رضي فلان بالخسف، أي: بالنقيصة، نقله الجوهري، والخسف: مخرج ماء الركية، حكاه أبو زيد، كما في الصحاح.
والخسف: عموق ظاهر الأرض.
وقال ابن الأعرابي: الخسف: الجوز الذي يكل، ويضم فيهما في الجوز والعموق، أما أبو عمرو فإنه روى فيه بمعنى الجوز الفتح والضم، وقال: هي لغة أهل الشحر، واقتصر أبو حنيفة على الضم، قال ابن سيده: وهو الصحيح.
والخسف أيضا من السحاب: ما نشأ من قبل المغرب الأقصى عن يمين القبلة، وقال غيره: ما نشأ من قبل العين حاملا ماء كثيرا، والعين عن يمين القبلة.
ومن المجاز: الخسف: الإذلال، وأن يحملك الإنسان ما تكره، قال جثامة:
وتلك التي رامها خطة * من الخصم تستجهل المحفلا (3) يقال: سامه خسفا، بالفتح، ويضم، وسامه الخسف: إذا أولاه ذلا، ويقال: كلفه المشقة والذل، كما في الصحاح.
وفي حديث علي رضي الله عنه: من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة، وسيم الخسف، وأصله أن تحبس الدابة بلا علف، ثم استعير فوضع موضع الهوان والذل، وسيم: أي كلف وألزم.
ويقال: شربنا على الخسف: أي: على غير أكل، قاله ابن دريد، وابن الأعرابي.
ويقال: بات فلان الخسف: أي جائعا، نقله الجوهري هكذا، وهو مجاز.
وقال غيره: بات القوم على الخسف: إذا باتوا جياعا، ليس لهم شيء يتقوتون به، وأنشد ابن دريد:
بتنا على الخسف لا رسل نقات به * حتى جعلنا حبال الرحل فصلانا أي: لا قوت لنا، حتى شددنا النوق بالحبال لتدر علينا، فنتقوت لبنها، وقال بشر:
بضيف قد ألم بهم عشاء * على الخسف المبين والجدوب وقال أبو الهيثم: الخاسف: الجائع، وأنشد قول أوس:
أخو قترات قد تبين أنه * إذا لم يصب لحما من الوحش خاسف (4) والخسفة: بالفتح: ماء غزير، وهو رأس نهر محلم بهجر.
والخاسف: المهزول، وهو مجاز، وقال ابن عباد: هو المتغير اللون، وقد خسف بدنه: إذا هزل، ولونه: إذا تغير، وفي الأساس: فلان بدنه خاسف، ولونه كاسف، وقال ابن الأعرابي: الخاسف: الغلام النشيط الخفيف، والشين المعجمة لغة فيه، وقال أبو عمرو: الخاسف: الرجل الناقه، ج: خسف، ككتب.
ويقال: دع الأمر يخسف، بالضم: أي دعه كما هو، نقله الصاغاني.
وخساف، كغراب: برية بين بالس وحلب، وقال ابن دريد: مفازة بين الحجاز والشأم.