الجفافة بهاء: ما ينتثر من الحشيش والقت، نقله الجوهري، زاد غيره: ونحوه.
والجفيف، كأمير: ما يبس من النبت، قال الأصمعي: يقال: الإبل فيما شاءت من جفيف وقفيف، كذا في الصحاح، وقال غيره: الجفيف ما يبس من أحرار البقول، وقيل: هو ما ضمت منه الريح، وأنشد ابن بري للراجز:
* يثري به القرمل والجفيفا * * وعنكثا ملتبسا مصيوفا * وجففت ياثوب، كدببت، تجف كتدب بالكسرة، تجف، مثل تعض أي: بالفتح، لغة في الكسر حكاها أبو زيد، وردها الكسائي، كما في الصحاح والعباب.
قلت: الذي في نوادر أبي زيد: جففت الشيء إلى أجفه جفا: جمعته انتهى، فتأمل.
وجففت تجف، كبششت تبش، أي: بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، نقله الصاغاني جفوفا، وجفافا، كسحاب، هكذا في سائر النسخ، وقد عكس المصنف قاعدته حيث ضبط ما هو مضبوط حكما وأطلق ما يحتاج إليه في الضبط، فلو قال: جفافا وجفوفا بالضم، لأصاب، ثم إن الجوهري، والصاغاني، ذكرا المصدرين المذكورين لحف يجف، كدب يدب، والمصنف جعلهما للبابين، وتقدم عن نص النوادر لأبي زيد، أن مصدر جف يجف عنده: الجف، لا غير، ففي كلام المصنف نظر لا يخفى.
والجفجف: الأرض المرتفعة ليست بالغليظة، نقله الجوهري عن الأصمعي هكذا، وأنشد ابن بري لمتمم بن نويرة:
* وحلو جفجفا غير طائل * والذي روى عن الأصمعي ما نصه: الجف: الأرض المرتفعة، وليست بالغليظة ولا اللينة، فتأمل ذلك.
والجفجف: الريح الشديدة تيبس كل ما مرت عليه.
والجفجف: القاع المستدير الواسع، وأنشد في اللسان:
* يطوي الفيافي جفجفا فجفجفا * قلت: الرجز للعجاج، والرواية:
* في مهمه يبني نطاه العسفا * * معق المطالي جفجفا فجفجفا * الجفجف: الوهدة من الأرض، وفي التهذيب في ترجمة " ج ع ع "، قال إسحاق بن الفرج: سمعت (1) أبا الربيع البكري يقول: العجعج، والجفجف من الأرض: المتطامن، وذلك أن الماء يتجفجف فيه فيقوم، أي: يدوم، قال: وأردته على يتجعجع، فلم يقلها في الماء.
قلت: وقال ابن دريد: الجفجف هو: الغل من الأرض، جعله اسما للعرض. إلا أن يعني بالغلظ الغليظ، كما فسره غيره، فهو ضد.
قال ابن عباد: الجفجف: المهذار.
قال غيره: جفاجفك: هيئتك ولباسك.
والتجفاف، بالكسر (3): آلة للحرب من حديد وغيره، يلبسه الفرس وعليه اقتصر الجوهري، قد يلبسه الإنسان أيضا ليقيه في الحرب، والجمع التجافيف، ومنه حديث أبي موسى: " كان على تجافيفه الديباج " ذهبوا فيه إلى معنى الجفوف والصلابة، قال ابن سيده: ولا لا ذلك لوجب القضاء على تائها بأنها أصل، لأنها بإزاء قاف قرطاس، قال ابن جني: سألت أبا علي عن تجفاف، أتاؤه للإلحاق بباب قرطاس؟ فقال نعم، واحتج في ذلك بما انضاف إليها من زيادة الألف معها انتهى.
وفي الحديث: " أعد للفقر تجفافا " قال ابن الأثير: التجفاف ما جلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح.
وجفف الفرس: ألبسه إياه، نقله الجوهري، ومنه حديث الحديبية: جاء يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس مجفف، أي: عليه تجفاف.
قال الليث: التجفاف، بالفتح: التيبيس، كالتجفيبف وقد جففته تجفيفا.