العيوب، ومنكم صخر بن حرب، فكان في الجاهلية خمارا وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مجهزا كفارا، وفي إسلامه رديا منافقا وإلى كل السوءات سابقا، وابنه معاوية لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنات سبعا، سبعا منعه الله عز وجل أن ينال بدعوته عليه، سبعا منع أباه من الاسلام حثه على عبادة الأصنام، ثم قال في الشعر الذي بعث به إلى أبيه يقول:
يا صخر لا تسلن طوعا فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا خالي وجدي وعم الام ثالثهم * والمرء حنظلة المهدي لنا أرقا لا تركنن إلى أمر تقلدنا * والرافضات به في مكة الخرقا فالموت أهون من قول النساء لنا * خلا ابن حرب عن العقبى كذا فرقا ثم إنه بعد ذلك عادى النبي صلى الله عليه وسلم، وقاتل الوصي، وألحق زيادا الدعي، وعهد إلى ابنه الفاسق الردي، وبدل مكان كل سنة بدعة، وجعل لابنه يزيد في إراقة الدماء فسحة وسعة، ونبش قبر حمزة سيد الشهداء وأجرى فيه الماء عداوة وبغضا، ألحق زياد بن عبيد اللعين بأبي سفيان الخمار، وأزوجه من نسائه ذات القلائد والخمار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الولد للفراش وللعاهر الحجر)، فترك قول النبي صلى الله عليه وسلم وبزياد بن عبيد افتخر، وسلطه على شيعة علي بن أبي طالب، ولم يخف من سوء العواقب.
ومنكم عقبة بن أبي معيط نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش وسائر العرب، وضرب عنقه بين يديه علي ذو الحسب، وألبسكم بقتله من بين قريش العار، وجعل أرواحهم إلى النار، فقبلتم نسبه فيكم وزوجتموه، وهو علج من أهل صفورية فادعيتموه، وابنه الوليد المحدود في الخمر، صلى بالناس أربعا في الفجر والظهر، في مساجد الله وهو سكران وقرب أهل الخيانة والغدر، فسماه الله في كتابه فاسقا، وجعله في الدرك الأسفل منافقا. ومنكم يا بني أمية الحكم بن أبي العاص، الملقب الحياص، نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد لعنه إياه، وأردفه ثانية وباللعنة ثناه. ومنكم عبد الملك غصب الأبرار، واستعان بالفجار، وتهاون بالأخيار، فالحجاج أفضل حسناته، والغدر والجور أقل سيئاته، ثم بنوه الجبابرة في الاسلام، أبناء اللعنة والجور في الاحكام، منهم سليمان والوليد وهشام، وقبله يزيد، لا نذكر أحدا منهم برأي سديد، وما لهم في اللعنة من مزيد، خونة غدرة، رموا بيت الله الحرام بالحجارة والعذرة، وقتلوا قبل ذلك العشرة البررة. ومن نسائكم آكلة الأكباد، ومظهرة الفساد الصادة لزوجها عن الرشاد، والداعية إلى الكفر والفساد والعناد، وصويحباتها الناقرات يوم أحد