بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا كتاب من عبد الله عثمان أمير المؤمنين إلى جملة عماله ونوابه، أما بعد، فاعلموا أن الناس يتكلمون في حقي بكلام ينسبوني منه إلى الظلم وإنني لا أرضى أبدا بالظلم ولا أقبل بأن يقوم عمالي ونوابهم بأي عمل أو حكم لا يوافقوا أحكام الله ثم أقسم عليكم بأن كل من يرى لي عليه حقا ويرى لزوم طاعتي بمجرد اطلاعه على مضمون هذه الرسالة أن يتجه إلي في الحال وليحضر إلى المدينة لأتحقق من أحوالكم فإن صدر عنكم أي جور أو ظلم أصلحته ثم أولي رجلا أمينا عادلا مكانه وسأحافظ على حقوق الرعية كما يجب إن شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فلما وصلت هذه الرسالة إلى أهل الكوفة والبصرة ومصر وعلم الناس بمحتواها، كان الأشتر النخعي أول من وصل إلى المدينة ومعه مئة نفر (1) من أهل الكوفة ثم تلاه حكيم بن جبلة من البصرة ومعه مئتان وخمسون رجلا (2) وبعده أبو عمرو يزيد (3) بن ورقا الخزاعي وعلقمة بن عديس البلوي (4) وكنانة بن بشر التجيبي (5)، وسودان بن حمران المرادي مع أربعمائة (6) رجل من أهل مصر وقد اجتمعوا في المدينة وقد اتصل بهؤلاء بعض المهاجرين والأنصار الذين كانت لهم بعض المآخذ على عثمان، وتشاوروا حول عثمان فقر رأي الجميع على عزله من الخلافة وإلا فإنهم يقتلونه. (على هذا القرار اتفقوا) ثم واجهوا عثمان بقرارهم فندم عثمان على دعوتهم وفزع منهم، ثم دخل منزله وأغلق بابه وصعد إليهم وكلمهم من السطح قائلا:
أيها الناس ماذا تريدون مني وأي عمل من أعمالي لا توافقون عليه حتى أبدله، وما هو هدفكم حتى أحققه لكم، وأحصل على رضاكم، فأجابوا: لقد حجزت عنا