وفي رواية الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام مثل ذلك، ألا أنه فيها بعد الاباء ما أراك يا سمرة إلا مضارا، إذهب يا فلان فاقلعها وارم بها وجهه إلى غير ذلك من الروايات الواردة في قصة سمرة (1) وغيرها وهي
____________________
(1) العذق بفتح العين المهملة وسكون الذال المعجمة كفلس، هو النخلة بحملها، والعذق بكسر العين وسكون الذال هو عنقود التمر كما في مجمع البحرين، والحائط هو البستان، وكان البستان للأنصاري ومنزله بباب بستانه، وفي هذا البستان نخلة واحدة لسمرة بن جندب، ولما كان الطريق إلى البستان من منزل الأنصاري لان منزله على باب بستانه، فكان سمرة يدخل منزل الأنصاري لان يصل لنخلته التي في بستان الأنصاري، ولكنه كان يدخل منزل الأنصاري من دون استئذان أهل المنزل بدخوله، وكثيرا ما يكون نساء المنزل على غير استعداد، فلذلك شكاه الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وطلب منه محض الاستئذان للدخول بتوسط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك لم يستجب سمرة لطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلذا ساومه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبذل له اضعافا مضاعفة لقيمة نخلته فلم يقبل سمرة، فأضاف رسول الله له العذق في الجنة المستلزم لدخوله للجنة فلم يقبل أيضا، فظهر بوضوح ان غرض سمرة الأنصاري دون المالية الدنيوية والثواب الأخروي، وليس ذلك ببعيد عن طبع سمرة، فان التاريخ حدثنا ان سمرة لما استخلصه زياد على البصرة قتل الكثير من الأبرياء بأرجل الخيل، لأنه كان يخرج مع حاشيته على الخيل راكضين في الطرق المأهولة بالمارة فتدوس خيله كل من لا يستطيع الابتعاد عنها، فبلغ المقتولون بأرجل خيله