من الام والأب بين اعراب لم يذوقوا طعم الكمال والأدب قد تداولهم الاسلام مدة تزيد على الف ومأتين من الأعوام فلم يعدلوا عما كان (كانوا خ) بل لم يزالوا يتزايدون على الجفاء والغلظة انا بعد أن فإنه صلى الله عليه وآله كان أسخى الناس لا يبيت عنده دينار ولا درهم وان فضل ولم يجد من يعطيه وجاءه الليل لم يأوي إلى منزله حتى يفرغ منه وما سئله أحد شيئا الا أعطاه وكل من سئل منه شيئا على الاسلام أعطاه وان رجلا سأله فأعطاه عثمان بن جبلين فرجع إلى قومه فقال أسلموا فان محمدا يعطى عطاء من لا يخشى العاقبة وكان أشجع الناس فعن علي (ع) أنه قال كنا نلوذ النبي صلى الله عليه وآله يوم بدر وكان أقرب الناس إلى العدو وعنه (ع) عليه السلام أنه قال إذا حمى الناس وبقى القوم اتقينا برسول الله ص فلم (ولم ظاهرا) يكن أحد أقرب إلى العدو منه وكان أكثر الناس تواضعا فإنه كان يخصف النعل ويرقع الثوب ويجيب الدعوة ويعود المرضى ويشيع الجنائز ويزور المؤمنين ولا يترفع على عبيده وخدمه ويطعمهم مما يأكل ويركبهم خلفه ويركب الفرس مرة و البغلة مرة والحمار كذلك ويمشى مرة ويجلس حيث ينتهى به المجلس ويبدء من لقيه بالسلام ويرتام معه لحاجة لم يتحرك عنه حتى ينصرف وإذا لقى أحدا من أصحابه بداه بالمصافحة ثم اخذ بيده فشابكه ثم سدد قبضه عليها وكان أكثر جلوسه بان ينصب ساقيه جميعا ويمسك بيديه عليهما ولم يعرف مجلسه من مجلس أصحابه وكان أكثر جلوسه مستقبل القبلة وكان قبل النبوة يرعى الغنم وكان يأكل اكل العبد و يشد حجر المجاعة على بطنه ولا يجلس إليه أحد وهو يصلى الا خفف صلاته واقبل عليه وقال له هل لك حاجة فإذا فرغ من حاجته عاد إلى صلاته وكان لا يقوم ولا يقعد الا بذكر الله وكان يتعب نفسه بالصيام (بالقيام) وكذا بالصلاة حتى ورمت قدماه وكان وصولا للأرحام قاطعا لهم إذا حرفوا عن طاعة الملك العلام رحيما بالفقراء شفيقا على الضعفاء عطوفا على الجار ولا زال يوصى به حتى خيف ان يفرض له سهما (في) بالميراث لا يقاس صلوات الله عليه بأحد ممن كان قبله ولا بأحد ممن يكون بعده ففي النظر إلى أخلاقه الكريمة وأحواله المستقيمة كفاية لمن نظر وحجة واضحة لمن استبصر ككثرة الحلم وسعة الخلق وتواضع النفس والعفو عن المسيئين ورحمة الفقراء وإعانة الضعفاء وتحمل المشاق في رضي الملك (المعبود) الخلاق وجمع مكارم الأخلاق وزهد الدنيا مع اقبالها عليه وصدوده عنها مع توجهها إليه وله من السماحة النصيب الأكبر ومن الشجاعة الخط الأوفر وكان يطوي نهاره من الجوع ويشد حجر المجاعة على بطنه (إلى) ويجيب الدعوة وكان بين الناس كأحدهم حسن السلوك مع الغني والفقير والعظيم والحقير حتى أن بعض اليهود رجع إلى الاسلام بمجرد ما رأوا (رأى خ) من حسن سيرته وكان له نور يضيئ في الليلة المظلمة (ورائحته خ) ورائحة تفوق على رائحة المسك الأذفر وله محاسن تفوق على محاسن كل البشر مع خروجه من بين طوائف الاعراب الذين لا يعرفون طرائق الآداب ولا زال الشرع يندبهم والوعاظ تعظهم والخطباء تخطبهم (يؤد بهم) مما يزيد على الف ومأتين وعشرين من السنين فما تغيروا عن أحوالهم ولا تركوا القبيح منه أقوالهم وافعالهم وكفى بكتاب الله معجزا مدى الدهر حيث أقرت له العرب العرباء و أذعنت له جميع الفصحاء والبلغاء وخيروا بين السيف ومعارضته فاختاروا السيف لعجزهم عن الاتيان بمثل بعض آياته وقد شهدت بنبوته الكتب المنزلة من السماء وكتب الرسل والأنبياء منها ما في التوراة وهو حجة على اليهود والنصارى في سفر دباريم في الفصل الثامن عشر في السورة الخامسة منه وهي نابي ميقر يخاما حيخا كامونى يا قيم لخاادوناى الوهخا الاوتشماعون كخل اشرشاتلتا ميعيم (تلتاهيم خ) ادوناى الوهنجا لجورب بيوم هفا هال لأمور لواوسف لشموعاات (اث) قول ادوناى الاى الوهاى وات ها اش هكدولاه هازوت لوارءه عودو لو أموت ويؤمر ادوناى هيطيبواشرد برونابي أقيم لهم ميقرب احيهم كاموخاونانتى دبارى بفيوو دبر إليهم آت كل اشراصونووها إياه ها أيش اشرلوا يشمع آل دباراى اشريدبر باشمى ايوحى ادرش معيمومعناه ان نبيا من شيعتك ومن اخوتك يقيمه لك الرب إلهك فاسمع منه كما سئلت الرب إلهك في حوريب بعد يوم الاجتماع حين قلت لا أعود (لأعود) اسمع صوت الرب إلهي ولأرى (ولا ارى) هذه النار العظيمة أيضا لكيلا أموت فقال الرب لي حسن جميع ما قالوا وسوف أقيم لهم نبيا مثلك من بين اخوتهم واجعل كلامي في فمه ويكلمهم بكل شئ امره به ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم به باسمي أكون انا المنتقم منه ومحل الشاهد منها ان الله خاطب بني إسرائيل بأنه يخرج لهم نبيا من بينهم من اخوتهم وليس لبني إسرائيل اخوة من الطوائف ادعى أحد منهم النبوة سوى بني إسماعيل وقد اطلق الاخوة في التورية على الأعمام في قوله لبنى عيسى ووتاعير والمفتى اجنجم بني إسرائيل وعلى الأجانب في قوله ويشلح موشه ملقاخيم مقارش آل ملخ أدوم كه أمر اجنجا يسرائيل ثم إنه قد اتفق اليهود على أنه لا يخرج نبي من بني إسرائيل صاحب كتاب وشريعة من بعد موسى وقد قال في الآية كاموخا يعنى مثلك وحكاية عن موسى كمونى يعنى مثلي مع أن المسألة تقضى بأنه ليس من بني إسرائيل لان في اخر التوراة قبل تمامه بسطرين ولو قام نابي عود بيسرائيل كموشه ومعناه انه لا يكون نبي من بني إسرائيل مثل موسى وهو أبين شاهد على النبي الموعود ليس من بني إسرائيل فليس الامن بنى إسماعيل إذ لا نبي مانعا ومنا ومنهم بعد موسى من غير بني إسرائيل وبنى إسماعيل ومنها ما في التوراة أيضا في أول پاراش هيريخا اخرپارشان هوياوليم من قوله يؤمر ادوناى مسينى بأوذرح مساعير لموهوء فيغامها وفاران ومعناه ان النور إلهي
(٣٨٧)