ويحتسب له الحروف السقيمة بالحروف الصحيحة وإذا امكنه التخلص بالاتيان بغير ما وف مع قابليته وجب عليه في الواجب وندب في المندوب الرابع والستون انه يجب الاتيان بالمجانس منها عوض مجانسه مكررا مع مطلوبية خصوصيته ومستبدلا مع عدمها ومع التعذر كان الرجوع إلى غير المجانس منها محافظا على المقدار تعذر الامكان وعلى الأقرب فالأقرب فان تعذر فإلى التراجم الأقرب فالأقرب منها إلى العربية وإذا أمكن التلفيق بين مرتبة عليا وسفلى قدم الملفق على السفلى كل ذلك بالنسبة إلى الواجب في عمل واجب و إما المندوب فيه وما كان لازما في عمل مندوب أو مندوبا فيه ففي جريان هذه المراتب فيه اشكال وفي الاتيان بها في نفسها من غير دخول في شئ اشكالا الخامس والستون انه لا يجوز قرائة شئ منها على ضوء مغصوب دهنه أو فتيلته أو ظرفه أو غير مأذون فيه من المالك ولو فتح كتابه للنظر بدون واسطته فوافقه لم يكن باس السادس والستون لو وضع المضئ في انية ذهب أو فضة لم تحرم الاستضائة به في أصح الوجهين السابع والستون لو قرء شخص شيئا منها ولم يرض باستماع غيره فالظاهر عدم الباس به ومنه يظهر ان رضي امام الجماعة بصلاة المأموم ليست شرطا في الصحة والله ولي التوفيق كتاب الصيام وهو ترك المفطرات أو الكف عنها أو العزم على تركها أو مشترك لفظا أو معنى بين الكل أو البعض على اختلاف الأقسام وفيه مباحث الأول في فضيلة الصوم من جملة الأركان التي بنيت عليها فروع الاسلام والايمان ويمتاز عن باقي العبادات بأنه القاطع للشهوات المضعف للقوة الحيوانية عن طلب الملاذ المحظورات وللقوة السبعية عن البطش بالمؤمنين والمؤمنات المقوى للقوة الملكية بتصفية النفس من شوائب الكدورات الكاسر للقوة الشيطانية عن طلب الكبر والرياسات المقرون بخلاء المعدة الذي هو من أعظم الرياضات التي كادت توصل إلى العلم بالمغيبات الباعث على اعطاء الصدقات ورقة القلب على الفقراء عند المجاعات المذكر لجوع الآخرة وعطشها يوم العرض على رب السماوات المعرف لمقدار النعم الباعث على الشكر على ممر الأوقات المجرد للعبادة بترك ملاذ الحيوانات المصحح للمزاج المغنى عن الأدوية والعلاجات المانع عن الامتلاء المهيج للأبخرة الباعثة على النوم والكسل عن العبادات الرافع لتكليف الخادم من الخدمات الباعث على المشقة الكلية التي بها يتضاعف ثواب الطاعات وباعتبار تصفيته للنفس وبعده عن الرياء لخفائه على الحس واشتماله على المشقة الكلية وانه من الأمور المتعلقة بالنفس المقصور سلطانها على رب البرية ورد في بعض الأحاديث القدسية كل عمل ابن ادم له الا الصوم فإنه لي وبه اجزى ولكونه مانعا عن الشهوة الردية قال فيه سيد البرية من لم يستطع النكاح فليصم الصوم خصاء أمتي يا معاشر الشباب عليكم بالصيام ولأنه مكمل للنفس فلا تكون مغلوبة للهواء قال فيه سيد الأنام صلى الله عليه وآله انه يبعد الشيطان كما بين المشرق والمغرب ويسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح تقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شئ زكاة وزكاة الايمان الصيام وخصت بالصيام لان ما عداه من زكاة تنمى الأموال ومما يدل على أنه من أعظم العبادات خلطه مع الولاية في بعض الروايات فعن أبي جعفر عليه السلام ان الاسلام بنى على خمسة أشياء الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية وما روى في عدة روايات ان الصوم جنة من النار وان لكل شئ زكاة وزكاة الأبدان الصوم وان خلوق فم الصائم اي رايحته أو طعمه عند الله أطيب من ريح المسك والصائم في عبادة وإن كان على فراشه ما لم يغتب مسلما وان من صام لله يوما في شدة الحر فأصابه ضماء وكل الله به الف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه بالجنة حتى إذا أفطر قال الله تعالى ما أطيب ريحك وروحك يا ملائكتي اشهدوا اني قد غفرت له وفي بناء هذا ومثله على الظاهر فيلحق ما اشتمل عليه بالأحاديث القدسية أو على التأويل وجهان أقواهما الثاني وفي بناء المسح والبشرى على الظاهر أو التأويل وجهان وان نوم الصائم عبادة وصمته ونفسه تسبيح و يقوى عدم اعتبار النية في حصول الاجر وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب وان للصائم فرحتين فرحة عند افطاره برفع الحرج عنه أو بتوفيقه أو بالمركب منهما وفرحة عند لقاء ربه وان العبد يصوم متقربا إلى الله تعالى فيدخله به الجنة وانه يغفر له بصوم يوم وان لله ملائكة موكلين بالدعاء للصائمين ان المؤمن إذا صام شهر رمضان احتسابا يوجب الله له سبع خصال يذوب الحرام من جسده ويقرب من رحمة ربه ويكفر خطيئة أبيه ادم عليه السلام ويهون الله عليه سكرات الموت ويامن من رجوع يوم القيامة وعطشه ويعطيه الله البراءة من النار و يطعمه من طيبات الجنة وانه ما من صائم يحضر قوما يأكلون الا سبحت أعضاؤه على الحقيقة أو التأويل كما يجرى مثله فيما روى من مثله في الجمادات من الشعر والحجر والمدر ونحوها وصلت عليه الملائكة وان الله تعالى وكل ملائكة بالدعاء للصائمين وقال الله تعالى ما أمرت ملائكتي بالدعاء لاحد من خلقي الا استجبت لهم وان من كتم صومه قال الله تعالى لملائكته عبدي استجار من عذابي فأجيروه و ان الصائم إذا رأى قوما يأكلون سبحت له كل شعرة في جسده وان ثلثة يذهبن البلغم ويزدن في الحفظ السواك والصوم وقراءة القران إلى غير ذلك من الاخبار المبحث الثاني في آدابه وهي كثيرة وأهمها استعمال الجوارح في الطاعات وعصمتها من المعاصي والتبعات فعن النبي صلى الله عليه وآله ان من صام شهر رمضان ايمانا واحتسابا وكف سمعه وبصره ولسانه عن الناس قبل الله تعالى صومه وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأعطاه اجر الصابرين وعن أمير المؤمنين عليه السلام عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء فان الاستغفار به
(٣١٤)