خرجوا إليكم فهم أجبن خلق الله.
قوله [عز وجل]: (تحسبهم جميعا) فيهم قولان.
أحدهما: أنهم اليهود والمنافقون، قاله مقاتل.
والثاني: بنو النضير، قاله الفراء.
قوله [عز وجل]: (وقلوبهم شتى) قال الزجاج: أي: هم مختلفون لا تستوي قلوبهم، ولا يتعاونون بنيات مجتمعة، لأن الله تعالى ناصر حزبه، وخاذل أعدائه.
قوله [عز وجل]: (ذلك) يعني: ذلك الاختلاف (بأنهم قوم لا يعقلون) ما فيه الحظ لهم. ثم ضرب لليهود مثلا، فقال [عز وجل]: (كمثل الذين من قبلهم قريبا) وفيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم قينقاع وقال ابن عباس وكانوا بنو قينقاع يهود، وكانوا وادعوا رسول الله، ثم غدروا، فحصروهم، ثم نزلوا على حكمه أن له أموالهم، ولهم النساء والذرية. فالمعنى: مثل بني النضير فيما فعل بهم كبني قينقاع.
والثاني: أنهم كفار قريش يوم بدر، قاله مجاهد. والمعنى: هؤلاء اليهود كمثل المشركين الذين كانوا من قبلهم قريبا، وذلك لقرب غزاة بني النضير من غزاة بدر.
والثالث: أنهم بنو قريظة، فالمعنى: مثل بني النضير كبني قريظة (ذاقوا وبال أمرهم) بأن قتلت مقاتلتهم، وسبيت ذراريهم، وهؤلاء أجلوا عن ديارهم فذاقوا وبال أمرهم (ولهم عذاب أليم) في الآخرة. ثم ضرب لليهود والمنافقين مثلا فقال [عز وجل]: (كمثل الشيطان).
والمعنى: مثل المنافقين في غرورهم بني النضير، وقولهم: لئن أخرجتم لنخرجن معكم، ولئن قوتلتم لننصرنكم، كمثل الشيطان (إذ قال للإنسان اكفر) وفيه قولان.
أحدهما: أنه مثل ضربه الله تعالى للكافر في طاعة الشيطان، وهو عام في جميع الناس،