أخرى فإذا هم قيام ينظرون (68) وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجاء بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون (69) ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون (70) قوله تعالى: (ونفخ في الصور فصعق) وقرأ ابن السميفع، وابن يعمر، والجحدري:
" فصعق " بضم الصاد (من في السماوات ومن في الأرض) أي: ماتوا من الفزع وشدة الصوت. وقد بينا هذه الآية والخلاف في الذين استثنوا في سورة النمل.
(ثم نفخ فيه أخرى) وهي نفخة البعث (فإذا هم) يعني الخلائق (قيام ينظرون) قوله تعالى: (وأشرقت الأرض بنور ربها) أي: أضاءت. والمراد بالأرض: عرصات القيامة.
قوله تعالى: (ووضع الكتاب) فيه قولان:
أحدهما: كتاب الأعمال، قاله قتادة، ومقاتل.
والثاني: الحساب، قاله السدي. وفي الشهداء قولان:
أحدهما: أنهم الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، قاله الجمهور. ثم فيهم أربعة أقوال:
أحدها: أنهم المرسلون من الأنبياء - والثاني: أمة محمد يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة وتكذيب الأمم إياهم، رويا عن ابن عباس رضي الله عنه. والثالث: الحفظة، قاله عطاء. الرابع: النبيون والملائكة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم والجوارح، قاله ابن زيد.
والثاني: انهم الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، قاله قتادة، والأول أصح. (ووفيت كل نفس ما علمت) أي: جزاء عملها (وهو أعلم بما يفعلون) أي: لا يحتاج إلى كاتب ولا شاهد.
وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين (71) قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين (72) وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت