أنفسكم) أي: لا تشهدوا لها أنها زكية بريئة من المعاصي. وقيل: لا تمدحوها بحسن أعمالها.
وفي سبب نزول هذه الآية قولان:
أحدهما: أن اليهود كانوا إذا هلك لهم صبي، قالوا: صديق، فنزلت هذه الآية، هذا قول عائشة رضي الله عنها.
والثاني: أن ناسا من المسلمين قالوا: قد صلينا وصمنا وفعلنا، يزكون أنفسهم. فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل.
قوله تعالى: (وهو أعلم بمن اتقى) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: عمل حسنة وارعوى عن معصية، قاله علي رضي الله عنه. والثاني: أخلص العمل لله، قاله الحسن. الثالث: اتقى الشرك فآمن، قاله الثعلبي.
أفرأيت الذي تولى (33) وأعطى قليلا وأكدى (34) أعنده علم الغيب فهو يرى (35) أم لم ينبأ بما في صحف موسى (36) وإبراهيم الذي وفى (37) ألا تزر وازرة وزر أخرى (38) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (39) وأن سعيه سوف يرى (40) ثم يجزاه الجزاء الأوفى (41) قوله تعالى: (أفرأيت الذي تولى) اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال:
أحدها: أنه الوليد بن المغيرة، وكان قد تبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه، فعيره بعض المشركين، وقال: تركت دين الأشياخ وضللتهم؟ قال: إني خشيت عذاب الله، فضمن له إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله عز وجل ففعل، فأعطاه بعض الذي ضمن له، ثم بخل ومنعه فنزلت هذه الآية، قاله مجاهد، وابن زيد.
والثاني: أنه النضر بن الحارث أعطى بعض الفقراء المسلمين خمس قلائص حتى ارتد عن إسلامه، وضمن له أن يحمل عنه إثمه، قاله الضحاك.
والثالث: أنه أبو جهل، وذلك أنه قال: والله ما يأمرنا محمد إلا بمكارم الأخلاق، قاله محمد ابن كعب القرظي.
والرابع: أنه العاص بن وائل السهمي، وكان ربما وافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور، قاله السدي.
ومعنى " تولى ": أعرض عن الإيمان.