(ما للظالمين) يعني الكافرين (من حميم) أي: قريب ينفعهم (ولا شفيع يطاع) فيهم فتقبل شفاعته.
(يعلم خائنة الأعين) قال ابن قتيبة: الخائنة والخيانة واحد. وللمفسرين فيها أربعة أقوال:
أحدها: أنه الرجل يكون في القوم فتمر به المرأة فيريهم أنه يغض بصره، فإذا رأى منهم غفلة لحظ إليها، فإن خاف أن يفطنوا له غض بصره، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه نظر العين إلى ما نهي عنه، قاله مجاهد.
والثالث: الغمز بالعين، قاله الضحاك والسدي. قال قتادة: هو الغمز بالعين فيما لا يحبه الله ولا يرضاه.
والرابع: النظرة بعد النظرة، قاله ابن السائب.
قوله تعالى: (وما تخفي الصدور) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: ما تضمره من الفعل أن لو قدرت على ما نظرت إليه، قاله ابن عباس.
والثاني: الوسوسة، قاله السدي.
والثالث: ما يسره القلب من أمانة أو خيانة، حكاه المارودي.
والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير (20) أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق (21) ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب (22) ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين (22) إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب (24) فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال (25) قوله تعالى: (والله يقضي بالحق) أي: يحكم به فيجزي بالحسنة والسيئة (والذين يدعون من دونه) من الآلهة. وقرأ نافع، وابن عامر: " تدعون " بالتاء، على معنى: قل لهم:
(لا يقضون بشيء) أي: لا يحكمون بشيء ولا يجازون به، وقد نبه الله عز وجل بهذا