" من ثمرة ". وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم: " من ثمرات " على الجمع (من أكمامها) أي: أوعيتها. قال ابن قتيبة: أي: من المواضع التي كانت فيها مستترة، وغلاف كل شيء: كمه، وإنما قيل: كم القميص، من هذا. قال الزجاج: الأكمام: ما غطى، وكل شجرة تخرج ما هو مكمم فهي ذات أكمام، وأكمام النخلة: ما غطى جمارها من السعف والليف والجذع، وكل ما أخرجته النخلة فهو ذو أكمام، فالطلعة كمها قشرها، ومن هذا قيل للقلنسوة: كمة، لأنها تغطي الرأس، ومن هذا كما القميص، لأنهما يغطيان اليدين.
قوله تعالى: (ويوم يناديهم) أي: ينادي الله تعالى المشركين (أين شركائي) الذين كنتم تزعمون (قالوا آذناك) قال الفراء، وابن قتيبة: أعلمناك، وقال مقاتل: أسمعناك (ما منا من شهيد) فيه قولان:
أحدهما: أنه من قول المشركين، ما منا من شهيد بأن لك شريكا، فيتبرؤون يومئذ مما كانوا يقولون، هذا قول مقاتل.
والثاني: أنه من قول الآلهة التي كانت تعبد، والمعنى: ما منا من شهيد لهم بما قالوا، قاله الفراء، وابن قتيبة.
قوله تعالى: (وضل عنهم) أي: بطل عنهم في الآخرة (ما كانوا يدعون) أي: يعبدون في الدنيا، (وضنوا) أي: أيقنوا (مالهم من محيص) وقد شرحنا المحيص في سورة النساء.
لا يسئم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط (49) ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولون هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ (50) وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض (51) قل أرءيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد (52) قوله تعالى: (لا يسأم الإنسان) قال المفسرون: المراد به الكافر، فالمعنى: لا يمل الكافر (من دعاء الخير) أي: من دعائه بالخير، وهو المال والعافية. (وإن مسه الشر) وهو الفقر والشدة،