يحكمون) أي: بئس ما يقضون.
ثم ذكر بالآية التي تلي هذه أنه خلق السماوات والأرض بالحق، أي: للحق والجزاء بالعدل، لئلا يظن الكافر أنه لا يجزي بكفره.
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون (23) وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون (24) وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين (25) قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون (26) ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون (27) وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون (28) هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون (29) فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين (30) واما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين (31) قوله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) قد شرحناه في الفرقان. وقال مقاتل: نزلت هذه الآية في الحارث بن قيس السهمي.
قوله تعالى: (وأضله الله على علم) أي: على علمه السابق فيه أنه لا يهتدي (وختم على سمعه) أي: طبع عليه فلم يسمع الهدى (و) على (قلبه) فلم يعقل الهدى وقد ذكرنا الغشاوة والختم في البقرة.
(فمن يهديه من بعد الله؟!) أي: من بعد إضلاله إياه (أفلا تذكرون) فتعرفوا قدرته على ما يشاء؟!. وما بعد هذا مفسر في سورة المؤمنون إلى قوله: (وما يهلكنا إلا الدهر) أي: