أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين (73) وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين (74) وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين (75) قوله تعالى: (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) قال أبو عبيدة: الزمر: جماعات في تفرقة بعضهم على إثر بعض، واحدها: زمرة.
قوله تعالى: (رسل منكم) أي: أنفسكم. و (كلمة العذاب) هي قوله تعالى: (لأملأن جهنم).
قوله تعالى: (فتحت أبوابها) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: " فتحت " " وفتحت " مشددتين، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: بالتخفيف. وفي هذه الواو ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها زائدة، روي عن جماعة من اللغويين منهم الفراء.
والثاني: أنها واو الحال، فالمعنى: جاؤوها وقد فتحت أبوابها، فدخلت الواو لبيان أن الأبواب كانت مفتحة قبل مجيئهم، وحذفت من قصة أهل النار لبيان أنها كانت مغلقة قبل مجيئهم، ووجه الحكمة في ذلك من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن أهل الجنة جاؤوها وقد فتحت أبوابها ليستعجلوا السرور والفرح إذا رأوا الأبواب مفتحة، وأهل النار يأتونها وأبوابها مغلقة ليكون أشد لحرها، ذكره أبو إسحاق ابن شاقلا من أصحابنا.
والثاني: أن الوقوف على الباب المغلق نوع ذل، فصين أهل الجنة عنه، وجعل في حق أهل النار، ذكره لي بعض مشايخنا.
والثالث: أنه لو وجد أهل الجنة بابها مغلقا لأثر انتظار فتحه في كمال الكرم، ومن كمال الكرم غلق باب النار إلى حين مجيء أهلها، لأن الكريم يعجل المثوبة، ويؤخر العقوبة، وقد قال عز وجل: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم)، قال المصنف: هذا وجه خطر لي.
والقول الثالث: أن الواو زيدت، لأن أبواب الجنة ثمانية، وأبواب النار سبعة، والعرب