نخرج، فاصنع ما بدا لك، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر المسلمون لتكبيره، وقال: حاربت يهود، ثم سار إليهم في أصحابه، فما رأوه، قاموا على حصونهم معهم النبل والحجارة، فاعتزلتهم قريظة، وخذلهم ابن أبي، وحلفاؤهم من غطفان، وكان رئيسهم كعب بن الأشرف قد خرج إلى مكة فعاقد المشركين على التظاهر على رسول الله، فأخبر الله رسوله نبيه بذلك، فبعث محمد بن مسلمة فاغتره فقتله، وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطع نخلهم، فقالوا: نحن نخرج عن بلادك، فأجلاهم عن المدينة، فمضى بعضهم إلى الشام، وبعضهم إلى خيبر، وقبض أموالهم وسلاحهم، فوجد خمسين [درعا]، وخمسين بيضة، وثلاثمائة وأربعين سيفا.
فأما التفسير [فقد ذكرنا] فاتحة هذه السورة في أول الحديد.
بسم الله الرحمن الرحيم سبخ لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم (1) هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار (2) ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار (3) ذلك بأنهم شقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله فإن الله شديد العقاب (4) ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين (5) قوله [تعالى]: (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب) يعني: يهود بني النضير (من ديارهم) أي: من منازلهم (لأول الحشر) فيه أربعة أقوال:
أحدها: أنهم أول من حشر وأخرج من داره، قاله ابن عباس. وقال ابن السائب: هم أول من نفي من أهل الكتاب.
والثاني: أن هذا كان أول حشرهم، والحشر الثاني: إلى أرض المحشر يوم القيامة، قاله