العرب (لقالوا لولا فصلت آياته) أي: هلا بينت آياته بالعربية حتى نفهمه؟! (أأعجمي وعربي) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم: " آعجمي " [بهمزة] ممدودة، وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: " أأعجمي " بهمزتين، والمعنى: أكتاب أعجمي ونبي عربي؟ وهذا استفهام إنكار، أي: لو كان كذلك لكان أشد لتكذيبهم.
(قل هو) يعني القرآن (للذين آمنوا هدى) من الضلالة (وشفاء) للشكوك والأوجاع.
و " الوقر ": الصمم، فهم في ترك القبول بمنزلة من في أذنه صمم.
(وهو عليهم عمى) أي: ذو عمى. قال قتادة: صموا عن القرآن وعموا عنه (أولئك ينادون من مكان بعيد) أي: إنهم لا يسمعون ولا يفهمون كالذي ينادي من بعيد.
ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب (45) من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد (46) قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى الكتاب) هذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعنى: كما آمن بكتابك قوم وكذب به قوم. فكذلك كتاب موسى، (ولولا كلمة سبقت من ربك) في تأخير العذاب إلى أجل مسمى وهو القيامة (لقضي بينهم) بالعذاب الواقع بالمكذبين (وإنهم لفي شك) من صدقك وكتابك، (مريب) أي: موقع لهم الريبة.
إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركاءي قالوا ءاذناك ما منا من شهيد (47) وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا مالهم من محيص (48) قوله تعالى: (إليه يرد علم الساعة) سبب نزولها أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرنا عن الساعة إن كنت رسولا كما تزعم، قاله مقاتل. ومعنى الآية: لا يعلم قيامها إلا هو، فإذا سئل عنها فعلمها مردود إليه.
(وما تخرج من ثمرة) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: