ثم وصف ما للمؤمنين بما بعد هذا، وقوله: (فاكهين) قرئت بألف وبغير ألف. وقد شرحناها في يس، (ووقاهم) أي: صرف عنهم و (الجحيم) مذكور في البقرة.
(كلوا) أي: يقال لهم: كلوا (واشربوا هنيئا) تأمنون حدوث المرض عنه. قال الزجاج:
المعنى: ليهنكم ما صرتم إليه، وقد شرحنا هذا في سورة النساء. ثم ذكر حالهم عند أكلهم وشربهم، فقال: (متكئين على سرر) وقال ابن جرير: فيه محذوف تقديره: على نمارق على سرر، وهي جمع سرير (مصفوفة) قد وضع بعضها إلى جنب بعض. وباقي الآية مفسر في سورة الدخان.
والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين (21) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون (22) يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم (23) * ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون (24) وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون (25) قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين (26) فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم (27) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم (28) قوله تعالى: (وأتبعناهم ذرياتهم) قرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي،: " واتبعتهم " بالتاء " ذريتهم " واحدة (بهم ذريتهم) واحدة أيضا. وقرأ نافع: " واتبعتهم ذريتهم " واحد " بهم ذرياتهم " جمعا. وقرأ ابن عامر: " وأتبعناهم ذرياتهم " " بهم ذرياتهم " جمعا في الموضعين. واختلفوا في تفسيرها على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن معناها: واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم من المؤمنين في الجنة، وإن كانوا لم يبلغوا أعمال آبائهم، تكرمة من الله تعالى لآبائهم المؤمنين باجتماع أولادهم معهم، روى هذا المعنى سعيد بن جبير عن ابن عباس.
والثاني: واتبعتهم ذريتهم بإيمان، أي: بلغت أن آمنت، ألحقنا بهم ذريتهم الصغار الذين