ليعرف من دونه أن الشرك يحبط الأعمال المتقدمة كلها ولو وقع من نبي. وقرأ أبو عمران، وابن السميفع، ويعقوب: " لنحبطن " بالنون، " عملك "، بالنصب. (بل الله فاعبد) أي: وحد.
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (67) قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره) سبب نزولها أن رجلا من أهل الكتاب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم، بلغك أن الله تعالى يحمل الخلائق على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والثرى على إصبع؟! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فأنزل الله تعالى هذه الآية، قاله ابن مسعود. وقد فسرنا أول هذه الآية في الأنعام قال ابن عباس: هذه الآية في الكفار، فأما من آمن بأنه على كل شيء قدير، فقد قدر الله حق قدره.
ثم ذكر عظمته بقوله تعالى: (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمنه) وقد أخرج البخاري ومسلم في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوى السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ "، وأخرجا من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون؟ " قال ابن عباس: الأرض والسماوات كلها بيمينه. وقال سعيد بن جبير: السماوات قبضة والأرضون قبضة.
ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه