منك، كما يقال: رجل عدل، وامرأة عدل. وقد بينا استثناء إبراهيم ربه عز وجل مما يعبدون عند قوله: (إلا رب العالمين).
قوله تعالى: (وجعلها) يعني كلمة التوحيد، وهي " لا إله إلا الله " (كلمة باقية في عقبه) أي: فيمن يأتي بعده من ولده، فلا يزال فيهم موحد (لعلهم يرجعون) إلى التوحيد كلهم إذا سمعوا أن أباهم تبرأ من الأصنام ووحد الله عز وجل.
ثم ذكر نعمته على قريش فقال: (بل متعت هؤلاء وآباءهم) والمعنى: إني أجزلت لهم النعم ولم أعاجلهم بالعقوبة (حتى جاءهم الحق) وهو القرآن (ورسول مبين) وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فكان ينبغي لهم أن يقابلوا النعم بالطاعة للرسول، فخالفوا.
(ولما جاءهم) يعني قريشا في قول الأكثرين. وقال قتادة: هم اليهود. و (الحق) القرآن.
وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (31) أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون (32) ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون (33) ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤون (34) وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين (35) قوله تعالى: (وقالوا لولا) أي: هلا (نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) أما القريتان، فمكة والطائف، قاله ابن عباس، والجماعة، وأما عظيم مكة، ففيه قولان:
أحدهما: الوليد بن المغيرة القرشي، رواه العوفي وغيره عن ابن عباس، وبه قال قتادة، والسدي.
والثاني: عتبة بن ربيعة، قاله مجاهد. وفي عظيم الطائف خمسة أقوال:
أحدها: حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي، رواه العوفي عن ابن عباس.