وقدرته، وإنعامه، قال: " فسبح باسم ربك " أي: برئ الله ونزهه عما يقولون في وصفه. وقال الضحاك: معناه: فصل باسم ربك، أي: استفتح الصلاة بالتكبير. وقال ابن جرير: سبح بذكر ربك وتسميته. وقيل: الباء زائدة. والاسم يكون بمعنى الذات، والمعنى: فسبح ربك.
فلا أقسم بمواقع النجوم (75) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم (76) إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون (78) لا يمسه إلى المطهرون (79) تنزيل من رب العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون (82) قوله [عز وجل]: (فلا أقسم) في " لا " قولان:
أحدهما: أنها دخلت توكيدا. والمعنى: فأقسم، ومثله (لئلا يعلم أهل الكتاب) قاله الزجاج: وهو مذهب سعيد بن جبير.
والثاني: أنها على أصلها. ثم في معناها قولان.
أحدهما: أنها ترجع إلى ما تقدم، ومعناها: النهي، تقدير الكلام: فلا تكذبوا، ولا تجحدوا ما ذكرته من النعم والحجج، قاله الماوردي.
والثاني: أن " لا " ردا لما يقوله الكفار في القرآن: إنه سحر، وشعر، وكهانة، ثم استأنف القسم على أنه قرآن كريم، قاله علي بن أحمد النيسابوري: وقرأ الحسن: فلأقسم بغير ألف بين الكلام والهمزة.
قوله [عز وجل]: (بمواقع) وقرأ حمزة، والكسائي: " بموقع " على التوحيد. قال أبو علي:
مواقعها: مساقطها. ومن أفرد، فلأنه اسم جنس. ومن جمع فلاختلاف ذلك. وفي " النجوم " قولان:
أحدهما: نجوم السماء، قاله الأكثرون. فعلى هذا في مواقعها ثلاثة أقوال. أحدها:
انكدارها وانتثارها يوم القيامة، قاله الحسن. والثاني: منازلها، قاله عطاء، وقتادة. والثالث: