عباس. والثاني: أنهم الشاهدون عند ربهم على أنفسهم بالإيمان بالله، قاله مجاهد.
والقول الثاني: جمع شهيد، قاله الضحاك، ومقاتل.
اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور (20) سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (21) قوله [عز وجل]: (اعلموا أنما الحياة الدنيا) يعني: الحياة في هذه الدار (لعب ولهو) أي: غرور ينقضي عن قليل. وذهب بعض المفسرين إلى أن المشار بهذا إلى حال الكافر في دنياه، لأن حيات تنقضي على لهو ولعب وتزيين الدنيا، وتفاخر ويفاخر قرناءه وجيرانه، ويكاثرهم بالأموال والأولاد، فيجمع من غير حله، ويتطاول على أولياء الله بماله، وخدمه، وولده، فيفنى عمره في هذه الأشياء، ولا يلتفت إلى العمل للآخرة. ثم بين لهذه الحياة شبها، فقال: (كمثل غيث) يعني: مطرا (أعجب الكفار) وهم الزراع، وسموا كفارا، لأن الزارع إذا ألقى البذر في الأرض كفره، أي: غطاه (نباته) [أي: ما نبت من ذلك الغيث (ثم يهيج) أي: ييبس] (فتراه مصفرا) بعد خضرته وريه (ثم يكون حطاما) أي: ينحطم، وينكسر بعد يبسه. وشرح هذا المثل قد تقدم في " يونس " عند قوله: [عز وجل] (إنما مثل الحياة الدنيا)، وفى " الكهف "