عجيب (2) أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد (3) قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ (4) بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج (5) قوله تعالى: (ق) قرأ الجمهور بإسكان الفاء. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو المتوكل، وأبو رجاء، وأبو الجوزاء: " قاف " بنصب الفاء وقرأ أبو رزين، وقتادة: " قاف " برفع الفاء. وقرأ الحسن، وأبو عمران: " قاف " بكسر الفاء. وفي " ق " خمسة أقوال:
أحدها: أنه قسم أقسم الله به، وهو من أسمائه، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثاني: أنه جبل من زبر جدة خضراء، قاله أبو صالح عن ابن عباس. وروى عكرمة عن ابن عباس قال: خلق الله جبلا يقال له: " ق " محيط بالعالم، وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض، فإذا أراد الله عز وجل أن يزلزل قرية، أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي تلك القرية. وقال مجاهد:
هو جبل محيط بالأرض. وروي عن الضحاك أنه من زمردة خضراء، وعليه كنفا السماء، وخضرة السماء منه.
والثالث: أنه جبل من نار في النار، قاله الضحاك في رواية عنه عن ابن عباس.
والرابع: أنه اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.
والخامس: أنه حرف من كلمة. ثم فيه خمسة أقوال. أحدها: أنه افتتاح اسمه " قدير "، قاله أبو العالية. والثاني: أنه افتتاح أسمائه: القدير والقاهر والقريب ونحو ذلك، قاله القرظي.
والثالث: أنه افتتاح " قضي الأمر "، وأنشدوا:
قلنا لها قفي فقالت قاف معناه: أقف، فاكتفت بالقاف من " أقف "، حكاه جماعة منهم الزجاج. والرابع: قف عند أمرنا ونهينا، ولا تعدهما، قاله أبو بكر الوراق. والخامس: قل يا محمد، حكاه الثعلبي.