فقال: " إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ".
قوله تعالى: (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) قال ابن عباس: يتذاكرون ما كانوا فيه في الدنيا من الخوف والتعب، وهو قوله: (قالوا إنا كنا قبل في أهلنا) أي: في دار الدنيا (مشفقين) أي: خائفين من العذاب، (فمن الله علينا) بالمغفرة (ووقانا عذاب السموم) أي: عذاب النار.
وقال الحسن: السموم من أسماء جهنم. وقال غيره: سموم: جهنم. وهو ما يوجد من نفحها وحرها، (إنا كنا من قبل ندعوه) أي: نوحده ونخلص له (إنه هو البر) وقرأ نافع، والكسائي:
" أنه " بفتح الهمزة. وفي معنى " البر " ثلاثة أقوال:
أحدها: الصادق فيما وعد، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: اللطيف، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثالث: العطوف على عباده المحسن إليهم الذي عم ببره جميع خلقه، قاله أبو سليمان الخطابي.
فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون (29) أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون (30) قل تربصوا فإني معكم من المتربصين (31) أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون (32) أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون (33) فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين (34) قوله تعالى: (فذكر) أي: فعظ بالقرآن (فما أنت بنعمة ربك) أي: بإنعامه عليك بالنبوة (بكاهن) وهو الذي يوهم أنه يعلم الغيب ويخبر عما في غد من غير وحي. والمعنى: إنما تنطق بالوحي لا كما يقول فيك كفار مكة.
(أم يقولون شاعر) أي: هو شاعر. وقال أبو عبيدة: " أم " بمعنى " بل "، قال الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط * غلس الظلام من الرباب خيالا لم يستفهم، إنما أوجب أنه رأى.
قوله تعالى: (نتربص به ريب المنون) فيه قولان:
أحدهما: أنه الموت، قاله ابن عباس.