الأمور (5) يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور (6) قوله [عز وجل]: (سبح لله ما في السماوات والأرض) أما تسبيح ما يعقل، فمعلوم، وتسبيح ما لا يعقل، قد ذكرنا معناه في قوله [عز وجل]: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده).
قوله [عز وجل]: (هو الأول) قال أبو سليمان الخطابي الأول هو السابق للأشياء (والآخر) الباقي بعد فناء الخلق (والظاهر) بحجته الباهرة، وبراهينه النيرة، وشواهده الدالة على صحة وحدانيته. ويكون: الظاهر فوق كل شيء بقدرته. وقد يكون الظهور بمعنى العلو، ويكون بمعنى الغلبة. والباطن: هو المحتجب عن أبصار الخلق الذي لا يستولي عليه توهم الكيفية وقد يكون معنى الظهور والبطون: احتجابه عن أبصار الناظرين، وتجليه لبصائر المتفكرين. ويكون معناه: العالم بما ظهر من الأمور، والمطلع على ما بطن من الغيوب. قوله: (هو الذين خلق السماوات والأرض) مفسر في الأعراف، إلى قوله [عز وجل]: (يعلم ما يلج في الأرض) وهو مفسر في سبأ إلى قوله [عز وجل]: وهو معكم أينما كنتم) أي: بعلمه وقدرته. وما بعده ظاهر إلى قوله [عز وجل]: (آمنوا بالله ورسوله) قال المفسرون: هذا الخطاب لكفار قريش (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) يعني: المال الذي كان بأيدي غيرهم، فأهلكهم الله، وأعطى قريشا ذلك المال، فكانوا فيه خلفاء من مضى.
امنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير (7) وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين (8) هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور