أخزوا يوم الخندق بالهزيمة كما أخزي الذين من قبلهم ممن قاتل الرسل.
قوله [عز وجل]: (يوم يبعثهم الله جميعا) أي: من قبورهم (فينبئهم بما عملوا) من معاصيه، وتضييع فرائضه (أحصاه الله) أي: حفظه الله عليهم (ونسوه والله على كل شيء) من أعمالهم في السر والعلانية (شهيد) (ألم تر) أي: ألم تعلم.
قوله [عز وجل]: (ما يكون من نجوى ثلاثة) وقرأ أبو جعفر " ما تكون " بالتاء. قال ابن قتيبة: النجوى: السرار. وقال الزجاج: ما يكون من خلوة ثلاثة يسرون شيئا، ويتناجون به (إلا هو رابعهم) أي: عالم به. و " نجوى " مشتق من النجوة، وهو ما ارتفع. وقرأ يعقوب " ولا أكثر " بالرفع. وقال الضحاك: " إلا هو معهم " أي: علمه معهم.
ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير (8) يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون (9) إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون (10) قوله [تعالى]: (ألم ترى إلى الذين نهوا عن النجوى) في سبب نزولها قولان.
أحدهما: نزلت في اليهود والمنافقين، وذلك أنهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين، وينظرون إلى المؤمنين، ويتغامزون بأعينهم، فإذا رأى المؤمنون نجواهم قالوا: ما نراهم إلا قد بلغهم عن أقربائنا وإخواننا الذين خرجوا في السرايا، قتل أو موت، أو مصيبة، فيقع ذلك في