فأما " القدوس " فقرأ أبو الأشهب، وأبو نهيك، ومعاذ القارئ بفتح القاف. قال أبو سليمان الخطابي: " القدوس ": الطاهر من العيوب، المنزه عن الأنداد والأولاد. و " القدس ": الطاهر.
ومنه سمي: بيت المقدس، ومعناه: المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب. وقيل للجنة: حظيرة القدس، لطهارتها من آفات الدنيا. والقدس: السطل الذي يتطهر فيه، ولم يأت من الأسماء على فعول بضم الفاء إلا " قدوس "، و " سبوح " وقد يقال أيضا: قدوس، وسبوح بالفتح فيهما، وهو القياس في الأسماء، كقولهم: سفود، وكلوب.
فأما " السلام " فقال ابن قتيبة: سمى نفسه سلاما، لسلامته مما يلحق الخلق من العيب والنقص والفناء. وقال الخطابي: معناه: ذو السلام. السلام في صفة الله سبحانه وتعالى: هو الذي سلم من كل عيب، وبرئ من كل آفة ونقص يلحق المخلوقين. قال: وقد قيل: هو الذي سلم الخلق من ظلمه. فأما " المؤمن "، ففيه ستة أقوال:
أحدها: أنه الذي أمن الناس ظلمه، وأمن من آمن به عذابه، قاله ابن عباس، ومقاتل.
والثاني: أنه المجير، قاله القرظي.
والثالث: الذي يصدق المؤمنين إذا وحدوه، قاله ابن زيد.
والرابع: أنه الذي وحد نفسه، لقوله [عز وجل]: (شهد الله أنه لا إله إلا هو) ذكره الزجاج.
والخامس: أنه الذي يصدق عباد وعده، قاله ابن قتيبة.
والسادس: أنه يصدق ظنون عباده المؤمنين، ولا يخيب آمالهم، كقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل: " أنا عند ظن عبدي بي " حكاه الخطابي.
فأما " المهيمن " ففيه أربعة أقوال:
أحدها: أنه الشهيد، قاله ابن عباس: ومجاهد: وقتادة، والكسائي. قال الخطابي: ومنه قوله [عز وجل]: (ومهيمنا عليه)، فالله الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل.