قوله تعالى: (وزينا السماء الدنيا) أي: القربى إلى الأرض (بمصابيح) وهي النجوم، والمصابيح: السرج، فسمي الكوكب مصباحا، لإضاءته (وحفظا) قال الزجاج: معناه: وحفظناها من استماع الشياطين بالكواكب حفظا.
فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود (13) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون (14) فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون (15) فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون (16) وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون (17) ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون (18) قوله تعالى: (فإن أعرضوا) عن الإيمان بعد هذا البيان (فقل أنذرتكم صاعقة) الصاعقة:
المهلك من كل شيء، والمعنى: أنذرتكم عذابا مثل عذابهم، وإنما خص القبيلتين، لأن قريشا يمرون على قرى القوم في أسفارهم.
(إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم) أي: أتت آباءهم ومن كان قبلهم (من خلفهم) أي:
من خلف الآباء، وهم الذين أرسلوا إلى هؤلاء المهلكين (ألا تعبدوا) أي: بأن لا تعبدوا (إلا الله قالوا لو شاء ربنا) أي: لو أراد دعوة الخلق (لأنزل ملائكة).
قوله تعالى: (فاستكبروا) أي: تكبروا عن الإيمان وعملوا بغير الحق. وكان هود قد تهددهم بالعذاب فقالوا: نحن نقدر على دفعه بفضل قوتنا. والآيات هاهنا: الحجج وفي الريح الصرصر أربعة أقوال:
أحدها: أنها الباردة، قاله ابن عباس، وقتادة، والضحاك. وقال الفراء: هي الريح الباردة تحرق كالنار، وكذلك قال الزجاج: هي الشديدة البرد جدا، فالصرصر متكرر فيها البرد، كما تقول: