إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعلمون إنه عليم بذات الصدور (7) [قوله تعالى] (إن تكفروا فان الله غني عنكم) أي: عن إيمانكم وعبادتكم (ولا يرضى لعباده الكفر) فيه قولان.
أحدهما: لا يرضاه للمؤمنين، قاله ابن عباس.
والثاني: لا يرضاه لأحد وإن وقع بإرادته، وفرق بين الإرادة والرضى، وقد أشرنا إلى هذا في البقرة عند قوله: (والله لا يحب الفساد).
(وإن تشكروا يرضه لكم) أي: يرضى ذلك الشكر لكم، (إنه عليم بذات الصدور) أي: بما في القلوب.
وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعوا إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار (8) قوله تعالى: (وإذا مس الإنسان ضر) اختلفوا فيمن نزلت على قولين.
أحدهما: في عتبة بن ربيعة، قاله عطاء.
والثاني: في أبي حذيفة بن المغيرة، قاله مقاتل. والضر: البلاء والشدة.
(منيبا إليه) أي: راجعا إليه من شركه. (ثم إذا خولة) أي: أعطاه وملكه (نعمة منه) بعد البلاء الذي أصابه، كالصحة بعد المرض، والغنى بعد الفقر (نسي) أي: ترك ما كان يدعو إليه، وفيه ثلاثة أقوال:
أحدها: نسي الدعاء الذي كان يتضرع به إلى الله تعالى.
والثاني: نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه.
والثالث: نسي الله الذي كان يتضرع إليه. قال الزجاج: وقد تدل " ما " على الله عز وجل