يا مكة، الفاجر مكي مكا * ولا تمكي مذحجا وعكا والثالث: أنها سميت بذلك لجهد أهلها.
والرابع: لقلة الماء بها.
وهل مكة وبكة واحد؟ قد ذكرناه في آل عمران.
قوله تعالى: (من بعد أن أظفركم عليهم) أي: بهم، يقال: ظفرت بفلان، وظفرت عليه.
قوله تعالى: (وكان الله بما تعلمون بصيرا) قرأ أبو عمرو: " يعملون " بالياء، والباقون: بالتاء.
هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما (25) إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شئ عليما (26) قوله تعالى: (هم الذين كفروا) يعني أهل مكة (وصدوكم عن المسجد الحرام) أن تطوفوا به وتحلوا من عمرتكم (والهدي) قال الزجاج: أي: وصدوا الهدي (معكوفا) أي:
محبوسا (أن يبلغ) أي: عن أن يبلغ (محله) قال المفسرون: " محله " منحره، وهو حيث يحل نحره (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات) وهم المستضعفون بمكة (لم تعلموهم) أي: لم تعرفوهم (أن تطؤوهم) بالقتل. ومعنى الآية: لولا أن تطؤوا رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات بالقتل، وتوقعوا بهم ولا تعرفونهم، (فتصيبكم منهم معرة) وفيها أربعة أقوال:
أحدهما: إثم، قاله ابن زيد.
والثاني: غرم الدية، قاله ابن إسحاق.
والثالث: كفارة قتل الخطأ، قاله ابن السائب.
والرابع: عيب بقتل من هو على دينكم، حكاه جماعة من المفسرين. وفي الآية محذوف،