السحابة تمطر: إذا ابتدأت، وأنشأ الشاعر يقول، والأعلام: الجبال، وقد سبق هذا.
كل من عليها فان (26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام (27) فبأي آلاء ربكما تكذبان (28) يسئله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن (29) فبأي آلاء ربكما تكذبان (30) قوله [عز وجل]: (كل من عليها فإن) أي: على الأرض، وهي كناية عن غير المذكور.
" فان " أي، هالك.
(ويبقى وجه ربك) أي: ويبقى ربك (ذو الجلال والإكرام) قال أبو سليمان الخطابي:
الجلال: مصدر الجليل، يقال: جليل بين الجلالة والجلال. والإكرام: مصدر أكرم يكرم إكراما، والمعنى أنه يكرم أهل ولايته وأن الله مستحق [أن] يجل ويكرم، ولا يجحدونه ولا يكفروا به، وقد يحتمل أن يكون المعنى: أنه يكرم أهل ولايته ويرفع درجاتهم، وقد يحتمل أن يكون أحد الأمرين - وهو الجلال - مضافا إلى الله تعالى بمعنى الصفة له، والآخر مضافا إلى العبد بمعنى الفعل منه، كقوله تعالى: (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) فانصرف أحد الأمرين إلى الله تعالى وهو المغفرة، والآخر إلى العباد وهو التقوى.
قوله [تعالى]: (يسأله من في السماوات والأرض) المعنى أن الكل يحتاجون اليه فيسألونه وهو غني (كل يوم هو في شأن) مثل أن يحيي ويميت، ويعز ويذل، ويشفي مريضا، ويعطي سائلا، إلى غير ذلك من أفعاله. وقال الحسين بن الفضيل: هو سوق المقادير إلى المواقيت. قال مقاتل: وسبب نزول هذه الآية أن اليهود قالت: إن الله لا يقضي في يوم السبت شيئا، فنزلت: " كل يوم هو في شأن " [عن عبد الله به حبيب عن رسول الله قال لما سئل عن ذاك الشأن: " يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين "].