كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم (8) وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين (9) من ورائهم جهنم ولا يغنى عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم (10) هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم (11) الله الذي سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (12) وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (13) قوله تعالى: (حم. تنزيل الكتاب) قد شرحناه في أول (المؤمن).
قوله تعالى: (وفي خلقكم) أي: من تراب ثم من نطفة إلى أن يتكامل خلق الإنسان (وما يبث من دابة) أي: وما يفرق في الأرض من جميع ما خلق على اختلاف ذلك في الخلق والصور (آيات) تدل على وحدانيته. قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: " آيات " رفعا " وتصريف الرياح آيات " رفعا أيضا. وقرأ حمزة، والكسائي: بالكسر فيهما. والرزق هاهنا بمعنى المطر.
قوله تعالى: (تلك آيات الله) أي: هذه حجج الله (نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله) أي: بعد حديثه (وآياته) يؤمن هؤلاء المشركون؟!
قوله تعالى: (ويل لكل أفاك أثيم) روى أبو صالح عن ابن عباس أنها نزلت في النضر بن الحارث. وقد بينا معناها في الشعراء، والآية التي تليها مفسرة في لقمان.
قوله تعالى: (وإذا علم من آياتنا شيئا) قال مقاتل: معناه: إذا سمع. وقرأ ابن مسعود:
" وإذا علم " برفع العين وكسر اللام وتشديدها.
قوله تعالى: (اتخذها هزوا) أي: سخر منها، وذلك كفعل أبي جهل حين نزلت: (إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم) فدعا بتمر وزبد، وقال: تزقموا فما يعدكم محمد إلا هذا، وإنما قال: (أولئك) لأنه رد الكلام إلى معنى " كل ".
(من ورائهم جهنم) قد فسرناه في إبراهيم (ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا) من