أعلم فيكم ومنكم، ولم يبدها لهم من المعصية والفساد وسفك الدماء وإتيان ما أكره منهم، مما يكون في الأرض، مما ذكرت في بني آدم.
قال الله لمحمد (ص): ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين إلى قوله: فقعوا له ساجدين. فذكر لنبيه (ص) الذي كان من ذكره آدم حين أراد خلقه ومراجعة الملائكة إياه فيما ذكر لهم منه. فلما عزم الله تعالى ذكره على خلق آدم قال للملائكة: إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون بيدي تكرمة له، وتعظيما لامره، وتشريفا له حفظت الملائكة عهده، ووعوا قوله، وأجمعوا الطاعة، إلا ما كان من عدو الله إبليس، فإنه صمت على ما كان في نفسه من الحسد والبغي والتكبر والمعصية. وخلق الله آدم من أدمة الأرض، من طين لازب من حمأ مسنون، بيديه تكرمة له وتعظيما لامره وتشريفا له على سائر خلقه.
قال ابن إسحاق: فيقال والله أعلم: خلق الله آدم ثم وضعه ينظر إليه أربعين عاما قبل أن ينفخ فيه الروح حتى عاد صلصالا كالفخار، ولم تمسه نار. قال: فيقال والله أعلم: إنه لما انتهى الروح إلى رأسه عطس، فقال: الحمد لله فقال له ربه: يرحمك ربك ووقع الملائكة حين استوى سجودا له حفظا لعهد الله الذي عهد إليهم، وطاعة لامره الذي أمرهم به. وقام عدو الله إبليس من بينهم، فلم يسجد مكابرا متعظما بغيا وحسدا، فقال له:
يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي إلى: لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين. قال: فلما فرغ الله من إبليس ومعاتبته وأبى إلى المعصية، أوقع عليه اللعنة وأخرجه من الجنة. ثم أقبل على آدم، وقد علمه الأسماء كلها، فقال: يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم أي إنما أجبناك فيما علمتنا، فأما ما لم تعلمنا فأنت أعلم به. فكان ما سمى آدم من شئ كان اسمه الذي هو عليه إلى يوم القيامة.
وقال ابن جريج بما:
حدثنا به القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج عن ابن جريج،