ثم اختلف في تأويل الرجوع الذي في قوله: وأنهم إليه راجعون. فقال بعضهم بما:
حدثني به المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية في قوله: وأنهم إليه راجعون قال: يستيقنون أنهم يرجعون إليه يوم القيامة.
وقال آخرون: معنى ذلك أنهم إليه يرجعون بموتهم.
وأولى التأويلين بالآية القول الذي قاله أبو العالية لان الله تعالى ذكره، قال في الآية التي قبلها كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون فأخبر الله جل ثناؤه أن مرجعهم إليه بعد نشرهم وإحيائهم من مماتهم، وذلك لا شك يوم القيامة، فكذلك تأويل قوله: وأنهم إليه راجعون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين) * قال أبو جعفر: وتأويل ذلك في هذه الآية نظير تأويله في التي قبلها في قوله:
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي وقد ذكرته هنالك.
القول في تأويل قوله تعالى: وأني فضلتكم على العالمين.
قال أبو جعفر: وهذا أيضا مما ذكرهم جل ثناؤه من آلائه ونعمه عندهم. ويعني بقوله: وأني فضلتكم على العالمين: أني فضلت أسلافكم، فنسب نعمه على آبائهم وأسلافهم إلى أنها نعم منه عليهم، إذ كانت مآثر الآباء مآثر للأبناء، والنعم عند الآباء نعما عند الأبناء، لكون الأبناء من الآباء، وأخرج جل ذكره قوله: وأني فضلتكم على العالمين مخرج العموم، وهو يريد به خصوصا لان المعنى: وإني فضلتكم على عالم من كنتم بين ظهريه وفي زمانه. كالذي:
حدثنا به محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، وحدثنا الحسن بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة:
وأني فضلتكم على العالمين قال: فضلهم على عالم ذلك الزمان.