أقول له والرمح يأطر متنه * تأمل خفافا إنني أنا ذالكا فإن قال لنا قائل: وهل دعا الله إبراهيم إلى الاسلام؟ قيل له: نعم، قد دعاه إليه. فإن قال: وفي أي حال دعاه إليه؟ قيل: حين قال: يا قوم إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين وذلك هو الوقت الذي قال له ربه أسلم من بعد ما امتحنه بالكواكب والقمر والشمس. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) * يعني تعالى ذكره بقوله: ووصى بها ووصى بهذه الكلمة أعني بالكلمة قوله:
أسلمت لرب العالمين وهي الاسلام الذي أمر به نبيه (ص)، وهو إخلاص العبادة والتوحيد لله، وخضوع القلب والجوارح له.
ويعني بقوله: ووصى بها إبراهيم بنيه عهد إليهم بذلك وأمرهم به. وأما قوله:
ويعقوب فإنه يعني: ووصى بذلك أيضا يعقوب بنيه. كما:
1722 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يقول: ووصى بها يعقوب بنيه بعد إبراهيم.
1723 - حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال:
حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ووصى بها إبراهيم بنيه وصاهم بالاسلام، ووصى يعقوب بمثل ذلك.
وقال بعضهم: قوله: ووصى بها إبراهيم بنيه خبر منقض، وقوله: ويعقوب خبر مبتدأ، فإنه قال: ووصى بها إبراهيم بنيه بأن يقولوا: أسلمنا لرب العالمين، ووصى يعقوب بنيه أن: يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. ولا معنى لقول من قال ذلك لان الذي أوصى به يعقوب بنيه نظير الذي أوصى به إبراهيم بنيه من الحث على طاعة الله والخضوع له والإسلام.