بطاعته وتوحيده وإفراده بالربوبية والعبادة، كما قال الشاعر:
وقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا * نكف ووثقتم لنا كل موثق فلما كففنا الحرب كانت عهودكم * كلمح سراب في الفلا متألق يريد بذلك: قلتم لنا كفوا لنكف. وذلك أن لعل في هذا الموضع لو كان شكا لم يكونوا وثقوا لهم كل موثق القول في تأويل قوله تعالى:
* (الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) * وقوله: الذي جعل لكم الأرض فراشا مردود على الذي الأولى في قوله:
اعبدوا ربكم الذي خلقكم وهما جميعا من نعت ربكم، فكأنه قال: اعبدوا ربكم الخالقكم، والخالق الذي من قبلكم، الجاعل لكم الأرض فراشا. يعني بذلك أنه جعل لكم الأرض مهادا وموطئا وقرارا يستقر عليها. يذكر ربنا جل ذكره بذلك من قيله زيادة نعمه عندهم وآلائه لديهم، ليذكروا أياديه عندهم فينيبوا إلى طاعته، تعطفا منه بذلك عليهم، ورأفة منه بهم، ورحمة لهم، من غير ما حاجة منه إلى عبادتهم، ولكن ليتم نعمته عليهم ولعلهم يهتدون. كما:
حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي (ص): الذي جعل لكم الأرض وحدثنا بشر بن معاذ، قال: فراشا فهي فراش يمشي عليها، وهي المهاد والقرار.
حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة:
الذي جعل لكم الأرض فراشا قال: مهادا لكم.
وحدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس: الذي جعل لكم الأرض فراشا: أي مهادا.
القول في تأويل قوله تعالى: والسماء بناء.