فيها استكبارا فقال جل ثناؤه: لهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين القول في تأويل قوله تعالى: * (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) * يعني بقوله لا تعثوا لا تطغوا ولا تسعوا في الأرض مفسدين كما:
حدثني به المثنى، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: ولا تعثوا في الأرض مفسدين يقول: لا تسعوا في الأرض فسادا.
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله ولا تعثوا في الأرض مفسدين لا تعث لا تطع.
حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ولا تعثوا في الأرض مفسدين أي لا تسيروا في الأرض مفسدين حدثت عن المنجاب قال حدثنا بشر عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس ولا تعثوا في الأرض مفسدين لا تسعوا في الأرض وأصل العثا شدة الافساد بل هو أشد الافساد يقال منه عثى فلان في الأرض إذا تجاوز في الافساد إلى غايته يعثى عثا مقصور وللجماعة هم يعثون وفيه لغتان أخريان أحدهما عثا يعثوا عثوا ومن قرأها بهذه اللغة فإنه ينبغي له أن يضم الثاء من يعثوا ولا أعلم قارئا يقتدى بقراءته قرأ به ومن نطق بهذه اللغة مخبرا عن نفسه قال:
عثوت أعثو ومن نطق باللغة الأولى قال عثيت أعثى والأخرى منهما عاث يعيث عيثا وعيوثا وعيثانا كل ذلك بمعنى واحد ومن العيث قول رؤبة بن العجاج:
وعاث فينا مستحل عائث * مصدق أو تاجر مقاعث يعني بقوله عاث فينا أفسد فينا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها)