قول القائل: وليت أمر فلان: إذا صرت قيما به فأنا إليه فهو وليه وقيمه ومن ذلك قيل:
فلان ولي عهد المسلمين، يعني به: القائم بما عهد إليه من أمر المسلمين. وأما النصير فإنه فعيل من قولك: نصرتك أنصرك فأنا ناصرك ونصير ك وهو المؤيد والمقوي.
وأما معنى قوله: من دون الله فإنه سوى الله وبعد الله. ومنه قول أمية بن أبي الصلت:
يا نفس مالك دون الله من واقي * وما على حدثان الدهر من باقي يريد: ما لك سوى الله وبعد الله من يقيك المكاره.
فمعنى الكلام إذا: وليس لكم أيها المؤمنون بعد الله من قيم بأمركم ولا نصير فيؤيدكم ويقويكم فيعينكم على أعدائكم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل) * اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية. فقال بعضهم بما:
1473 - حدثنا به أبو كريب، قال: حدثني يونس بن بكير، وحدثنا ابن حميد، قال:
ثنا سلمة بن الفضل، قال: ثنا ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس: قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله (ص): ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه وفجر لنا أنهارا نتبعك ونصدقك فأنزل الله في ذلك من قولهم: أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل الآية. وقال آخرون بما:
1474 - حدثنا بشر بن معاذ، قال ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل وكان موسى يسأل فقيل له: أرنا الله جهرة.
1475 - حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل أن يريهم الله جهرة، فسألت العرب رسول الله (ص) أن يأتيهم بالله فيروه جهرة. وقال آخرون بما: